أوصى سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ, المسلمين بتقوى الله تعالى حق التقوى. وقال في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: قد يجري على لسان الإنسان الحلف واليمين سواء كان لغواً أو بقصد أو غير قصد، أو كان صادقاً في يمينه أو كاذباً، فقد بين الله أحكام الإيمان، وميز بينها وبين بعض، والله جل وعلا أمرنا بأن نحفظ أيماننا قال سبحانه: {واحفظوا أيمانكم}، ونهانا أن نجعل أيماننا في الامتناع عن الخير قال تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس}. وأفاد "سماحته" أن اليمين مشروعة بالجملة، وتكون مستحبة لمصلحة دينية أو دنيوية، وقد أمر الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن يقسم بالله، وذكر ذلك في كتابه العزيز في مواضيع، قال جل وعلا: {ويستنبئونك أحق هو قل أي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين}. وبين أن الحلف أنواع، نذر اليمين وهو الحلف الذي يجري على اللسان من غير قصد، كالقول لا والله، بلى والله، والله لأجلسن ونحو ذلك, وأن هذه أمور تجري على اللسان من غير قصد فهذه لا كفارة لها, وكذلك الحلف على ماض يظن أنه صادق، وأنه حق وتبين له خلاف ذلك فإنه لا شيء عليه، أما اليمين المنعقدة فهي الحلف بالله على أمر مستقبل للتأكيد على فعل شيء وترك شيء، وقد يخوض الناس كثيراً في اليمين وفي كفارتها فلا بد من بيان ذلك. وقال سماحته: "أيها المسلم، الله جل وعلا يقول: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُم}، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من حلف على يمين وقال إن شاء الله لم يحنث). وأضاف "سماحته" بقوله: "أيها المسلم، ومن حرم ما أحل له من الطيبات من ملبس ومأكل أو نحو ذلك، فإنه لا يحق له بل يستحب أن يفعل ما يجب عليه لكفارة اليمين، قال الله سبحانه: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم}, وكذلك اليمين الكاذبة الغموس، وهي كاذبة فاجرة التي يحلف بها على أمر ماض، وهو كاذب عالم بكذبه، وذلك لمصالح دنيوية، ومن أجل الأموال الحرام فهذه أموال فاجرة، قال جل وعلا: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}. ودعا "سماحته" إلى تقوى الله في اليمين، والحذر من الكذب في اليمين، مؤكداً أنه يجب على المسلم أن يكون متأكداً في أيمانه وحلفه، ولا يطع إنساناً في معصية، مبيناً أن من الأيمان الفاجرة التي يستخدمها البائعون في السلع فيقول: والله، لقد أعطيت في السلعة ثمن كذا وكذا وهو خلاف الواقع، يقول – النبي صلى الله عليه وسلم – (ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أُشَيْمِط زانٍ، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه). وحذر "سماحته" من الحلف بغير الله يقول – صلى الله عليه وسلم –: (من حلف بغير الله فقد كفر وأشرك)، فلو قال والنبي وكذا وكذا فهذا حلف بغير الله فهو شرك أصغر، يقول – صلى الله عليه وسلم -: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو يسكت). وقال سماحة مفتي عام المملكة في خطبته: أيها المسلمون، تعلمون العدوان على بلدان المسلمين فهو إجرام، وأصبح أعداء الإسلام يوجهونهم كيفما يشاؤون هؤلاء الذين أطلقوا الصواريخ على المسلمين، ودمروا مساكن وروعوا الأمنيين، يظن هؤلاء أنهم بهذا الفعل والأعمال الخبيثة سيضعفون قوة الأمة، إن هذه الجرائم لا تزيدنا إلا قوة وصلابة وشدة وتمسكاً بديننا واجتماع كلمتنا وتآلف قلوبنا؛ لرد هذا العدوان الظالم الذي تبنته فئة ضالة ليضربوا المسلمين، إننا نخوض حرباً وجهاداً أمام هذا العدو الذي يريد أن يهدد سلمنا واستقرارنا في بلاد الحرمين الشريفين، فنحن نخوض حرباً وجهاداً لإحقاق الحق وإزاحة الباطل فجنودنا ولله الحمد أبطال لا يكلون ولا يملون ويجاهدون بصبر وقوة وحزم وإرادة واجتماع بين القلوب ضد هذه الفئة التي لا تريد إلا الشر فهي لا خير منها، جاؤوا ليهددوا بلاد المسلمين، ولكن لله الحمد نحن بقوة وتماسك وثبات إن شاء الله بالاستعداد العسكري لكل ما يمسنا بسوء، ونسأل الله أن يعيننا وأن ينصرنا على من عادانا, على هذه الفئة الباغية، فمن أراد سوءاً أو فساداً فلا بد أن يؤخذ على يديه؛ لأن هذا أمر واجب, داعياً الجميع إلى أن يكونوا صفاً واحداً أمام التحديات لديننا ولأمننا واستقرارنا, قال تعالى: {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون}. وأضاف يقول: "فنحن على حق إن شاء الله، وعلى هدى، ويجب أن نصبر ونكافح ونتحمل، فيا جنود الإسلام، الله الله في أنفسكم، اتقوا الله، واستعينوا بالله، فأنتم على الحق إن شاء الله، وولاة أمركم معكم، بكل ما يمكن فعله، فاتقوا الله واصبروا وصابروا، وجدو واجتهدوا".