فقراء وكيف يأتي الفقر في بلد الثراء؟؟، أغنياء عادي جداً أن نكون أغنياء؛ لأن بلدنا كذلك، لكن أن يكون الفقر حكاية، وتكون الحاجة حكاية، ويكون الضمان الاجتماعي حكاية، وتكون ال(864) ريالاً حكاية، وتكون الكتابة ليست سوى غناء في حضور من لا يسمع، ويكون القلم ألماً، وتكون الجمل المفيدة هي أشبه بالجمل البليدة، وتكون حكايتي معكم أنتم أيها البسطاء حكاية أصعب من أن تتحقق، هنا يكون حزني، بالرغم من أنني كتبت لكم وعنكم وكم تحدثت عن متاعبكم كثيراً وقلت بملء صوتي إن الحياة أصعب من أن تكون سعيدة بمبلغ تافه هو لا يسمن ولا يغني من جوع، وبقيت هكذا أكتب وأكتب والناس يقرؤون ويصفقون لي أحياناً، وأفرح أحياناً، وأبكي في أحايين كثيرة، خاصة حين تأتيني رسالة حزينة من أم تقوم على تربية أيتام تقول فيها إن أمومتها تعبت وهي ترى أطفالها يبكون من ألم الحرمان ويتحسرون جداً حين يشاهدون أطفال الآخرين يلعبون، يفرحون، يلبسون، يضحكون، بينما هي لا تستطيع أن تشتري لبناتها أو أبنائها سوى حلوى أو (جمبري) توشك أن تنتهي صلاحيتها، فهنا تكون مأساتي ككاتب فشل في أن يحقق لقرائه بعض أحلامهم وهي ليست قضيتي، بل هي قضية وزارة يفترض أن تعي أن هذا الوطن كريم حتى مع الآخرين ويقوم بدوره في الوقوف مع المسلمين كلهم الذين يتعرضون لأزمات في كل مكان!! فهل يا ترى يبخل على أبنائه وبناته بالتأكيد لا وألف لا، لكن القضية هي قضية مسؤول ينقل واقعاً مختلفاً!! ويقدم تقارير تفيد برفاهية الشعب، بينما الحقيقة أن الغالبية فقراء ومقترضون من البنوك ومن كل مكان، وهذه فئة هي فئة تكاد تكون (ماشي حالها)، أما تلك الفئة المكسورة التي لا عائل لها سوى الله ومن ثم (الضمان)، الذي لا تزال مكافأته كما هي لم تتغير أبداً في زمن كل ما فيه يتغير على مدار الثانية، فهي المصيبة التي أبكت المساكين الذين لا يزالون ينتظرون وما من مجيب…..!!!!. أنا هنا أكتب لمن يهمه أمر هذا الوطن بقلم مواطن يتمنى أن يرى وطنه ضاحكاً ومواطنيه ينعمون بالرفاه، أكتب والكل يعلم أنني وطني حد الجنون ولا هم لي أبداً سوى أن يتقدم هذا الوطن ويستمتع أهله بخيراته، وكيف يكون ذلك؟! بالتأكيد يكون بالصدق والشفافية، واثق جداً كما تثقون أن ولاة أمرنا يهمهم أن تكون الفرحة عامة لكن من يخون من؟!، ومن يهمه نفسه؟!، ومن يضحي بمن؟!، ومن يكذب على من؟!، ومن يمارس الخديعة خلسة؟!، بالتأكيد هم أولئك الذين يحجبون الحقيقة عن أناس يهمهم أن يكون الجميع سعداء، وأن تكون الأرض جنة، وأن تعم الرفاهية كل قرية وكل شبر في هذا الكيان الذي نحن نحبه ونموت من أجله، وهنا من حقي أسأل كل مسؤول ماذا قُدم منك للوطن؟!، وهل قلت الحقيقة؟!، نعم أقولها لكل مسؤول يقف على قمة الهرم قل الحقيقة ولو كانت مرة، قلها وثق أن في قولها فرحاً لك في الدنيا والآخرة، قلها وهو أمل الوطن فيك قبل الناس!!، فهل تقدر على أن تقولها أتمنى ذلك!!. (خاتمة)…. القضية ليست صمتاً ولا ثرثرة، بل هي قضية أن تعد الجمال المسافرة والمحملة بكل ما لذ وطاب، بينما أنت تموت جوعاً والسبب هو أن غيرك قال عنك إنك في نعمة كبيرة!!! وهي خاتمتي ودمتم. [email protected] تويتر