في أقصى جنوب المملكة، تقع منطقة جازان الخضراء، حيث تنعم بالجبال الصخرية والوديان والينابيع الحارة والأراضي الخصبة التي لا حدود لها، كما أنها موطن لحبوب قهوة الخولاني. وعلى الرغم من أن حبوب البن معروفة جيدًا، إلا أن معظم الناس في الخارج لا يربطونها بالمملكة، واسمها كما جاء في صحيفة عرب نيوز، هو تيمنًا بقبائل خولان القديمة، في إشارة إلى سلفهم الكبير خولان بن أمير، الذين مارسوا مهارات وتقنيات زراعة حبوب البن الخولاني منذ أكثر من 300 عام، وتنقل التقليد من جيل إلى آخر من خلال أساليب تعليمية غير رسمية، بما في ذلك التدريب العملي والملاحظة. وتعد صناعة القهوة في جازان مهنة تحظى باحترام كبير وتمنح هوية ثقافية ومكانة للمنطقة بأكملها. فن صنع القهوة الخولاني يستحق اليونسكو: وتطلب الجمعية السعودية للمحافظة على التراث من اليونسكو، توفير الحماية لفن صنع قهوة الخولاني، وتضمن المشروع، الذي بدأ عام 2019 بالتعاون مع المزارعين في جازان، توثيق عملية زراعة حبوب البن، ويستغرق العمل نحو 18 شهرًا، من الزيارات الميدانية إلى العمل النظري، وفي 31 مارس 2019، أنهت الجمعية الطلب وسلمته إلى اليونسكو، وبحلول نوفمبر 2020، يأملون في معرفة القرار. وقال رحّاف غساس، مدير المشروع في الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، وهي منظمة غير حكومية تأسست عام 2010: من المهم جدًا أن يظهر للعالم هذه الثقافة وهذا التراث الثريان. الذهب الأخضر: وتعتبر حبوب البن الخولاني واحدة أجود أنواع حبوب القهوة في العالم، ويصنف السعوديون كأحد أكبر مستهلكي القهوة، وتعد هذه الحبوب بمثابة ثروة وطنية وتراث سعودي وهوية ثقافية، وتوصف بأنها الذهب الأخضر لجازان. وفي الماضي، كان الناس يعتمدون بشكل أساسي على زراعة حبوب البن باعتبارها واحدة من منتجاتهم الرئيسية لكسب العيش خلال الأوقات الصعبة، أما في الوقت الحاضر، فقد تغير الوضع، بدأ الناس يأتون إلى المنطقة بحثًا عن الاستثمارات. زراعة البن الخولاني: عملية زراعة قهوة الخولاني عملية شاقة، إنها تنطوي على زراعة البذور للأشجار، وحصد الثمار التي تبدأ في النمو بعد 2-3 سنوات من الزراعة، وتقليم الأشجار، وجمع الثمار، ونقلها إلى أسطح المنازل لوضع فراش الجفاف في منطقة مظللة باردة حتى تجف، وهناك يجب أن تقلب الثمار باليد حتى تتحول إلى اللون الأسود، ثم يتم تقشيرها وتفحمها، وفي كل عملية مما سبق يجب أن يتضمنها الاهتمام والرعاية. القهوة مرادفة الكرم: وتتجاوز أهمية قهوة الخولاني الزراعة، حيث تستلزم هذه العملية الاحتفال بالروابط العائلية والتراث وكذلك احترام الأرض، وفي صميم القهوة جمال الكرم، حيث عُد تقديم الفناجيل للضيوف تقليدًا قديمًا في المملكة، وبالنسبة لمجتمع خولان، من الأهمية بمكان تقديم قهوة للزائرين باستخدام حبوب يتم حصادها من مزارعهم، إنها علامة على الشرف والاحترام، ويأملون بعد ضمهم لليونسكو أن تُقدم فناجيلهم الذهبية إلى العالم.