بدأ المزارعون في منطقة جازان هذه الأيام بحرث أراضيهم ونثر بذور الدخن في سهولها لزراعته في عشق تتوارثه أجيال المنطقة جيلاً بعد جيل والذي يعتبر من أفضل وأجود أنواع المحاصيل الزراعية بالمنطقة بعد الذرة الرفيعة نظراً لغناها بالكثير من العناصر الغذائية. ويتم زراعة الدخن بطريقة تعارف الأهالي على تسميتها بالنديل تتمثل في زراعة ربع مقدار كف اليد أو أقل من البذور بعد إجراء حفرة طولية في الأرض يدوياً بواسطة عصا مخصصة لنديل، رأسها حادة لتسهل عملية شق الأرض بعمق 10 سم ومن ثم دفنه وتستمر عملية النديل بشكل فني وهندسي بديع على خط مستقيم من بداية المزرعة وحتى نهايتها وبمسافات متقاربة بين نباتات الدخن تقدر بنحو المتر والمتر والنصف تقريباً، بشكل يوجد من خلاله مساحة كبيرة لنمو تلك النباتات. كما يمكن للمزارعين إزالة الحشائش التي قد تنمو بجوارها وكذلك عملية حصادها بكل يسر وسهولة. وتتنوع محاصيل الدخن الذي يصل طول سيقانه بعد نضجه من 30 إلى 120 سم، ما بين البلدي ذي الحبة الصغيرة, فيما يختلف النوع الثاني بطول سنابله وبحبته الكبيرة التي تحمل اللون الأصفر. ويشهد بيع محصول “الدخن” تبايناً في الأسواق, حيث يزداد الطلب عليه في شهر رمضان المبارك وفي مواسم الأعياد التي يفضل فيها السكان الأكلات الشعبية المصنوعة من طحين الدخن ومنها الثريد الذي يُصنع بإضافة الحليب إلى قرصان الدخن وهرسها معاً لتكون أكلة لذيذة في شهر رمضان يفضلها البعض بإضافة السكر لمنحه طعماً حلواً، ويدخل الدخن كذلك في صناعة الخبز وصناعة الكيك والمعجنات. ويوضح محمد المسملي وهو أحد مزارعي الدخن بالمنطقة أن محصول الدخن من المحاصيل الرئيسية التي يحرصون على زراعتها كل عام إذ تعتبر من المحاصيل المهمة بعد الذرة الرفيعة. وأضاف المسملي قائلاً استبشرنا بالخير هذا العام عقب هطول الأمطار وجريان السيول وارتوت على إثرها الأراضي الزراعية، مشيراً إلى أن المزارعين أخذوا يزرعون العديد من البذور مثل الدخن والدجر والقطن عن طريق النديل والتي تتمثل في زراعة ربع مقدار كف اليد أو أقل من البذور بعد إجراء حفرة طولية في الأرض يدوياً بواسطة عصا مخصصة للنديل رأسها حادة لتسهل عملية شق الأرض بعمق 10 سم، ومن ثم دفنه برفق حتى ينبت بسرعة. وصحياً للدخن فوائد كبيرة تكمن في احتوائه على نحو 10 في المئة من وزنه بروتين وقرابة الأربعة بالمئة دهن علاوة على العديد العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن. وتتعدد استخدامات حبوب الدخن الدوائية حيث أكدت الدراسات العلمية أن حبوب الدخن تعمل على خفض السكر بالجسم لاحتوائها على مواد نشوية وبروتينية وفيتامينات وكويريستين وزيت ثابت, كما تعد مادة عاقلة للبطن أي مضادة للإسهال، وقاطعة للقي وتستخدم أيضاً لمن يعانون من احتباس البول, ولمرضى التهاب القولون وقروح المعدة.