أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء، عمق الروابط التي جمعت بين الإماراتوالصين على مدار 35 عاماً من التعاون البناء في شتى المجالات، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات "وام". وأشاد محمد بن راشد آل مكتوم، في مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي " CCTV " مساء أمس الجمعة، بالنهضة الحضارية الكبيرة التي تشهدها الصين بقيادة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، منوها بالإنجازات الكبيرة التي حققتها بكين على الأصعدة كافة وبسرعة كبيرة لاسيما مع تحول الصين إلى قطب اقتصادي عالمي. وأكد، أنه ومن خلال الزيارات المتتابعة التي يحرص على القيام بها للصين شاهد وعلى مدار الثلاثين عاماً الماضية التطور الضخم الذي مرت به محققة إنجازات نوعية كبرى في شتى قطاعات الدولة الصينية. ووصف حاكم دبي، الرئيس بينغ بالقائد "الفذ" الذي يعمل في صمت ويؤمن بأن الأفعال أكبر تأثيراً من الأقوال، وأنه يعمل على بناء جسور فاعلة للتواصل مع مختلف الدول في إطار رؤية ترمي إلى تحقيق مصلحة العالم ولا تقتصر على تحقيق مصلحة الشعب الصيني فحسب. وتابع، أن ذلك كان سبباً في توسيع دائرة صداقات بكين مع مختلف العواصم، بينما كانت حكمته في مقدمة الأسباب التي توثقت في ضوئها العلاقات الصينيةالإماراتية. وأشار إلى أن الصين تحولت بقيادة الرئيس شي جين بينغ إلى نموذج يحتذى على مستوى العالم، منوهاً إلى وجود تقارب كبير في الأفكار والرؤى والأهداف بين البلدين اللذين تجمعهما رغبة مشتركة في نشر الإيجابية وتحقيق السعادة والرخاء لشعبيهما وكذلك الاهتمام الكبير بفئة الشباب التي تمثل الثروة الحقيقية للشعوب والركيزة الأساسية لبناء المستقبل. وأعرب خلال المقابلة مع تلفزيون الصين المركزي، عن كامل تقديره لجمهورية الصين قيادة وشعباً، مؤكداً أنها تقدم للعالم القدوة في إرساء أسس الدولة الحديثة، وأنها اليوم تمثل إحدى أهم وأكبر القوى الاقتصادية العالمية. وأكمل، أنه تنبأ في محاضرة ألقاها في جامعة الخليج العربي في مملكة البحرين بأن ميزان القوة الاقتصادية العالمي يتجه نحو الشرق الذي قصد به سموه الصين آنذاك. طريق الحرير وأشاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالمبادرة التي وصفها بأنها تحيي "طريق الحرير" القديم وتعيد ربط شرق العالم بغربه. وأشار إلى أن دبي ودولة الإمارات تمثل حلقة وصل رئيسة لهذا المشروع الكبير وأن تشجيع ومساندة الإمارات لهذه المبادرة يأتي انطلاقاً من ثقتها بتأثيره الإيجابي الذي سيطال اقتصادات العالم أجمع بما فيها اقتصاد الإمارات والمنطقة. وحول التطور الكبير الذي تشهده دبي في مختلف مسارات التنمية، أكد أن دبي تمكنت من تعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة على مستوى المنطقة وأن الصين تأتي بين أهم الأسواق المصدرة للسياحة لدبي ودولة الإمارات عموما والتي تحرص كذلك على توسيع دائرة التعاون السياحي مع الصين ورفع مستوى التدفقات السياحية بين الجانبين. وألمح خلال المقابلة، إلى أن الجالية الصينية في دبي تعد من بين أكبر الجاليات الصينية في منطقة الخليج العربي، في حين تستضيف دبي عدداً كبيراً من الشركات والمؤسسات والاستثمارات الصينية، فضلا عن الروابط التجارية المتميزة بين دبيوالصين التي تمثل شريكها التجاري الأول عالمياً بإجمالي مبادلات تجارية بلغت قيمتها 138 مليار درهم في العام 2018. وتطرقت المقابلة إلى التقدم اللافت الذي أحرزته دبي خلال العقود الخمسة الأخيرة في جميع المجالات. وقال محمد بن راشد آل مكتوم، إن بداية دبي كانت صغيرة لكن عزمها كان قوياً وكبيراً ما مكنها من تحقيق قفزات تنموية خلال فترة زمنية قصيرة وصولا إلى منافسة كبرى مدن العالم بهدف تصدرها كالمدينة النموذج والقدوة لكل من يرغب في النمو والتطور. لا مجال للمستحيل وشدد، على أن أهداف دبي الطموحة أساسها شجاعة القرار ودقة التخطيط والإتقان في العمل والتنفيذ، منوها إلى أن أحد الأسباب الرئيسة وراء قصة نجاح دبي الإيمان بأن كلمة "مستحيل" لا مكان لها في قاموس مفرداتها. وأعرب حاكم دبي، عن كامل تقديره للثقافة الصينية وإعجابه بها الأمر الذي حفزه على زيارة الصين أكثر من مرة للاقتراب أكثر من الشعب الصيني بكل ما يحمل من تقاليد عريقة وموروث ثقافي ثري هو نتاج إحدى أهم الحضارات التي عرفها العالم على مر التاريخ. ونوه، إلى أنه من المنتظر تعميم تدريس اللغة الصينية في حوالي 200 مدرسة في دولة الإمارات خلال السنوات المقبلة انطلاقا من أهميتها حيث وصفها سموه خلال المقابلة بأنها "لغة المستقبل". صناعة المستقبل وتناولت المقابلة، عدداً من الموضوعات المتعلقة بسعي دبي لترسيخ مكانتها كمركز لصناعة المستقبل بما في ذلك استضافة الفعاليات الكبرى المعنية بهذا الشأن ومن أبرزها معرض "إكسبو 2020 دبي". وأكد، أن انعقاد المعرض العالمي في دبي سيكون علامة فارقة، وأنه سيتم تقديم النسخة الأفضل في تاريخه والتي ستتضمن العديد من المفاجئات للعالم. وأعرب، عن تقديره لما قدمته الصين من انجاز متميز من خلال استضافة إكسبو في شنغهاي عام 2010، والذي شاركت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو المعرض الذي وصفه أنه قدم للعديد من الدروس المستفادة والمهمة التي تم أخذها في الاعتبار خلال مرحلة الإعداد لاستضافة إكسبو دبي. وبين، ترحيب دبي ودولة الإمارات بكل من يرغب من الصينيين في زيارة هذا الحدث العالمي الكبير. ونوه، إلى سعي دولة الإمارات العربية المتحدة لأن تقدم نموذجاً يحتذى للمنطقة والعالم في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية وكذلك في الاهتمام بعلوم العصر والتكنولوجيا الحديثة وعلوم الفضاء وغيرها من المجالات المرتبطة بصناعة المستقبل.