شمس وقمر وليل ونهار ومساء وصباح وأمل ويأس ولوحات فنية كثيرة، رُسمت بريشة لغة التضاد، وفي ذلك القلب الصغير الذي هو مصدر الحياة، في روح البشرية، نبض بحروف متضادتين معنى وحرفاً رسمت على مرفأ مدينة البشرية بلغة “الحب والكره”، فحركت كياني وحرفي في لغة همس الأنامل وألوان الصدق وحرف القلم. فالهمسة الأولى تقول لكم، قلوب عامرة بالحب هي مدينة الأمان وملجأ الآمال. الهمسة الثانية، حب الله هو الغني الحقيقي والحب الذي لا يوازيه أي حب أحبوا الله وكونوا معه يكون معكم. وهمستي الثالثة تقول لكم الحب لغة لا يفهمها إلا تلك القلوب العامرة بلغته. الهمسة الرابعة: لا تقطعوا حبال الحب بينكم وبين الآخرين ولو بكلمة أو بحرف أو بابتسامة تحمل في طياتها لغة التفاؤل. وفي همستي الخامسة تمتعوا بالحب في حياتكم ولكن لا تأخذوا من ورائه مقابل.. الهمسة السادسة الحب قلوب نظيفة غُسلت بماء التسامح والنقاء والوفاء.. الهمسة السابعة اشتروا كرامتكم وانسحبوا من حب لغته الذل والإجبار.. وهنا أقول لهمسي توقف: فنحن على مرفأ آخر من مدينة البشرية، إنه همس نبض بحروفه بعض البشر في كلمة “الكره” وهمسي يقول لكم في هذه الكلمة: بهمسة أولى، الكُره مدينة سوداء لغتها الحقد وأبوابها الحسد ونوافذها سواد القلوب. الهمسة الثانية، اكرهوا الكره لأنه كره لن ينجني من أسواره إلا حصون من السواد والحقد. وفي همستي الثالثة، لا تكرهوا فتُحرَموا من الراحة والقلوب النظيفة. الهمسة الرابعة؛ ماذا جنى مَن حمل الضغن والكره في قلبه ومشى به يتبختر كأنه طاووس يتباهي أمام الجميع. وفي لغة همسي الخامسة أقول لكم، نحن الآن نتنفس الهواء ونرفع الأصوات ونهز الدنيا بكلمة “أنا” ونباهي بسواد قلوبنا ولكن ما نعلمه ونتجاهل أننا غداً راحلون لا محالة فلماذا سواد القلوب؟ رصيد حرفي هنا انتهى ولكن بَنك حبكم لم ينتهِ وسوف يغلق بنك الكره أبوابه عندما تتجمَّد أرصدته بالكامل من قِبلكم. *كاتبة سعودية