أفادت دراسة إسبانية حديثة أن طهي الخضراوات مثل الثوم والبصل والطماطم بزيت الزيتون البكر، يزيد من قيمتها الغذائية وفوائدها العلاجية، وعلى رأسها مكافحة أمراض القلب والسكري. الدراسة أجراها باحثون بكلية الصيدلة والعلوم الغذائية في جامعة “برشلونة” الإسبانية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية “Molecules” العلمية، حيث أجرى الفريق دراسته لاكتشاف الآثار الصحية للطهي بزيت الزيتون البكر، الذي يعد مكوناً أساسياً في حمية البحر المتوسط. ويتميز النظام الغذائي لشعوب أوروبا المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بالاعتماد على زيت الزيتون كمصدر أساسي للدهون، بجانب الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات، وتناول الأسماك والدواجن على الأقل مرتين في الأسبوع، والحد من تناول اللحوم الحمراء، ويعرف هذا النظام الغذائي ب”حمية البحر المتوسط”. ويرتبط هذا النظام بفوائد صحية، أبرزها علاج السمنة والوقاية من مرض السكري، كما أنه يخفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسرطان. ولتحقيق أكبر استفادة من هذه الحمية، حاول الباحثون في دراستهم الجديدة تقييم طريقة الطهي التي يمكن أن تحقق فوائد علاجية أكبر. وجرب الفريق ذلك مع صلصة “السوفريتو”، وهي صلصة مصنوعة من الطماطم والبصل والثوم وزيت الزيتون ودقيق الذرة، وهي عنصر أساسي في حمية البحر المتوسط. ووفقاً للباحثين، تحتوي هذه الصلصة على حوالي 40 مركباً مختلفاً من المواد المضادة للأكسدة ومركبات الفينول وكمية عالية من الكاروتينات، ويرتبط استهلاكها بتقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية وحساسية الأنسولين. ووجد الباحثون أن طهي مكونات “السوفريتو”، وهي البصل والثوم والطماطم بزيت الزيتون البكر، يمكن أن يساعد الخضراوات على إنتاج مزيد من مضادات الأكسدة ومركبات الكاروتينات والبوليفينول في مكونات الصلصة، وكلها عناصر ومضادات أكسدة مفيدة لصحة الجسم. وتوصل القائمون على الدراسة إلى أن النتيجة الرئيسية للدراسة هي أن طهي الخضراوات بزيت الزيتون البكر الممتاز يزيد من نسب امتصاص المركبات النشطة حيوياً، مثل الكاروتينات والبوليفينول الموجودة في الخضراوات. وكانت دراسة سابقة كشفت، أن حمية البحر المتوسط، يمكن أن تحسن الأداء العقلي والذاكرة والذكاء، وتحد من آثار الشيخوخة على الدماغ لدى كبار السن.