على السطور كتبت لغة حرف ومن ذلك اللسان نطق بلغة وخلف أسوار الصين لغات أخرى يتباهى بها أصحابها وعلى تلك الدائرة الكروية لغات جادل أهلها بها الدنيا وتحدثوا بها وعبروا بها ووصلت أصواتهم إلى الدنيا. جميعنا أيقظنا كل أحاسيسنا ومسامعنا عندما ترن أجراس تلك اللغات على مسامعنا، كنا سادة كل اللغات تباهينا بها وغضبنا للتحريف فيها ولإهمالها ولإغفال أي حرف فيها وحرصنا على التجديد فيها والرقي بها إلى أبراج القمة العالية.. وما علمنا أن هنالك لغة تناسيناها بأسلوبنا المخل فاختفت قواعدها الجميلة واندثرت قيمها وقيمتها وجمالها وبقيت مجرد حروف تجمع لبعضها وتسطر بمجرد كلمة.. لم نقيم أساسها في داخلنا فإنه دم بنيان الأسلوب والأخلاق.. كلنا يعرف لغة الذوق ولكن أصبحنا عابري سبيل على مدينتها، ضيوف حروف فقط نرددها ونكتبها ونرسمها صورة جميلة رائعة بريشة الحديث ولكن كم هي نسبة المجيدين للغة الذوق.. أصبح القلة النادرة الذين يتبعون طريق الذوق ويسلكونه فالحديث بات همجياً والنقاش عبثياً، وأصبح هنالك مع الأسف مشاهير للبذاءة حديثاً وفعلاً وتفكيراً نقلنا أوبئة الأساليب الرجعية وسرنا بها متباهين.. عدم الذوق عدم الإحساس وقتل معه الإنسانية الراقية. ما كان ذلك إلا نبع في سطر وعطر في همس وعبر في حرف من كاتبة قلم وسيدة حس لنعيد لغة الذوق إلى واجهتها المفترضة سلوكاً وأسلوباً. *كاتبة سعودية