وصف الدكتور تنيضب الفايدي اللغة العربية خلال حديثه عن سماتها: خصت اللغة العربية من بيت لغات العالم بخصائص انفردت بها عن غيرها، فسمت بها عن لغات الدنيا، وأصبحت بينها كالقمر بين الكواكب تتضاءل الأنوار من حولها، وكأنها القطب والكل في فلكها يدور، فهي لغة القرآن الكريم، ولغة خاتم الأنبياء والمرسلين، تغيرت اللغات واندرست أخرى، وهي ثابتة في نمو وازدهار، تأثرت بالفصحى في جمال تركيب الكلام وحسن البيان، وأثرت في البلغاء، فأمدتهم بأجمل الكلمات وأفصح الألفاظ. وعن ما تتميز به لغتنا الخالدة عبر رؤية مقارنة لغيرها من اللغات، قال الفايدي: يبدو هذا الأمر واضحا لمن تتبع اللغات وما تعرضت له من انقسامات وانشطار واندثار بعد أن كانت لغات عالمية محكية وصناعية، وليست اللغة اللاتينية عنا ببعيد فقد كانت لغة حضارة وسطوة وقوة.. فأصبحت أثرا بعد عين.. وعلى العكس من ذلك فإن اللغة العربية لم تكن لها هذه القوة وهذه المنعة، وليست لغة حضارة وصناعة، إنما كانت لغة صحراء وأمية، بكل ما تفرضه بيئة الصحراء من بساطة وضيق عيش، وبعد عنة العلوم والمعارف، ثم إن العرب قد تعرضوا للحروب والدمار كغيرهم، ولكن ما زالت لغتهم خالدة ساطعة تنبض بالحيوية والنشاط، وما ذلك إلا بفضل القرآن الكريم، الذي تكفل الله - سبحانه وتعالى - بحفظه، فحفظ به اللغة التي نزلت به، ولم يتكفل بحفظ غيره من الكتب المقدسة، فبادت اللغة التي نزلت بها واندثرت. بهذه المقولات الافتتاحية يستهل الفايدي حديثه عن كتابه (شواهد من اللغة العربية في ضوء الاهتمام العالمي بها) الصادر عن دار المفردات، الذي يعد من إصدارات نادي حائل الأدبي الثقافي، حيث جاء الكتاب في اثنتين وتسعين ومئتي صفحة، متضمنا ثمانية مباحث، حوا كل مبحث منها جملة من الموضوعات الفرعية التي استعرضها الفايدي وتتبعها في ثنايا موضوعاته عبر كل موضوع، وذلك في قراءة شمولية تعتد التقسيم، وتتبع تفاصيل اللغة من منظور العنوان الذي وسم به كتابه، الذي سيكون ضمن منشورات دار المفردات في معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية لهذا العام 2016م. وقد استهل الفايد كتابه بمبحث تمهيدي تناول فيه عدة موضوعات، فيما عرض في ثاني مباحث الكتاب إلى (مميزات اللغة العربية) التي قدمها في جملة من الموضوعات التي جاء منها: المترادفات والأضداد، الإعراب، الاشتقاق، نطق الحروف ومخارجها، دقة التعبير، اعتدال الكلمات، التعريب، الوجوه والنظائر.. وصولا إلى موضوع جاء عن: اللغة العربية ودورها في حماية الهوية الوطنية. أما المبحث الثالث فجعله المؤلف بعنوان: (القرآن الكريم ودوره في حفظ اللغة العربية)، حيث أعقبه رابع مباحث الإصدار الذي حمل عنوان: (الشعر ودوره في حفظ اللغة العربية) استعرض خلاله الفايدي عدة وظائف للشعر، أورد ضمنها: الدفاع عن القبيلة، الحكمة، التعليم والتهذيب، وظائف إعلامية، فهم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، والدعوة إلى الإسلام، الشعر وعاء اللغة العربية.. مستعرضا دور أهمية الذوق اللفظي، والآثار التربوية للفصاحة العربية. كما يصف المؤلف في المبحث الخامس التحديات التي تواجه اللغة العربية، التي ذكر منها: الدعوة إلى العامية، عدم وجود مصطلحات عربية للتكنولوجيا الحديثة، نشر العامية عبر الفضائيات، استخدام رموز أجنبية في بعض القنوات، انتشار المدارس التي تعلم اللغة العربية باللغة الإنجليزية، تسمية المحال والشركات بتسميات غير عربية، انتشار المكتبات الإلكترونية.. فيما قدم الفايدي في سادس مباحث كتابه، شواهد بلاغية من اللغة العربية، أما المبحث السابع، فيعرض فيه شواهد شعرية من الحكمة، وصولا إلى آخر مباحث الكتاب الذي ضمنه شواهد من شعر الغزل في اللغة العربية.