عادات وتقاليد ارتبطت بيوم شم النسيم، توارثها المصريون عن آبائهم وأجدادهم، وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، ويحرص الغالبية العظمى منهم على تطبيقها، كان من أبرز تلك المظاهر الخروج للتنزه في الحدائق والمتنزهات العامة، وإقامة الاحتفالات بالطبول، والعزف على الآلات الموسيقية، وركوب المراكب، وحفلات الرقص والغناء، إلى جانب السمة الأكبر في هذا اليوم، وهي تناول أكلة الفسيخ والرنجة. شم النسيم، من الأعياد الفرعونية القديمة التي انتقلت إلى عصرنا الحالي، واعتبرت ضمن الأعياد الشعبية التي تنشر البهجة والسعادة بين مختلف الفئات العمرية، ابتهاجًا بانتهاء فصل شتاء بارد، وبداية فصل الربيع. وفي هذا السياق ترصد "المواطن"، عددًا من الطقوس والمظاهر التي يُمارسها المصريون كل عام في هذا اليوم، احتفالًا بشم النسيم. الخروج إلى المتنزهات العامة يتميز هذا اليوم بتجمع العائلة والأصدقاء والخروج سويًا إلى الحدائق العامة والمتنزهات وشواطئ مصر في المدن الساحلية، للاحتفال طوال اليوم، ويعتبر أبرز الأماكن التي يذهب إليها المصريون للاحتفال: "القناطر الخيرية، حديقة الأزهر، الحديقة الدولية، حديقة الحيوانات، القرية الفرعونية، كورنيش النيل، برج القاهرة، حديقة الأورمان، الملاهي"، وغيرها من الأماكن التي تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين في هذا اليوم. تلوين البيض في يوم شم النسيم، تحرص الكثير من الأسر المصرية، على استقبال اليوم بطقس البهجة، من خلال تلوين البيض، بألوان طبيعية وأخرى صناعية. ويعتبر طقس تلوين البيض في شم النسيم، رمزًا للعيد. تكحيل العيون عادة مصرية قديمة ما زالت موجودة حتى الآن، وبقدوم "سبت النور"، وهو السبت الذي يُفتتح به أسبوع شم النسيم، تقوم السيدات بتكحيل أبنائهن وبناتهن، لعل وعسى أن يقوم الربيع بتنظيف العيون من الأتربة والشوائب، حتى يأتي العام القادم. عود بصل أخضر تحت الوسادة هو طقس ما زال يقوم به بعض الناس في ريف مصر، فإذا أعلن صباح يوم شم النسيم عن مجيئه، أخذ المصريون في استنشاق البصل، بعد أن ينام كل شخص وتحت وسادته بصلة خضراء، وفي الصباح الباكر يدعك بها أنفه حتى تتساقط الدموع من عينه المكحلة، فيزول الخمول والكسل طوال العام، باعتقاد أن ذلك يجلب الخير ويمنع الشياطين ويعد مصدرا للتفاؤل. كعكة شم النسيم يتميز شم النسيم بكعكة تحرص الأمهات والجدات على خبزها يوم العيد، فتُعجن بالحب والمودة، وتُضفر بأمنيات العام الجديد، وتُزين بالزبيب وقطع الفواكه، ويوضع بداخلها البيض الملون، ويتم تناولها غالبا مع الإفطار. أما مكوناتها فتتنوع غالبًا بين الدقيق، السكر، قطع الزبدة، البيض المخفوق، ذرات الملح، ومعلقة خميرة. الفسيخ والرنجة لا يخلو بيت مصري في عيد شم النسيم من الأسماك المُملحة، تحديدًا الفسيخ والرنجة، فبعد تناول الإفطار وانتهاء فقرة تلوين البيض، تذهب العائلة إلى الحدائق والمُتنزهات العامة، بصُحبة الفسيخ والرنجة، فلا يُمكن أن يتم اليوم بدونهما. إضافة إلى "البصل، الخل، الليمون"، فالأكل في هذا العيد هو من أهم الطقوس المُقررة سنويًا، مهما تغيرت الظروف الاقتصادية أو السياسية في مصر.