بالرغم من تحذيرات وزارة الصحة المصرية كل عام من تناول الأسماك المملحة ” الفسيخ” في شم النسيم، إلا أن المصريين يحتفظون بهذا الطقس الغريب منذ عقود من الزمن. وتتنوع مظاهر الاحتفال في مصر بيوم شم النسيم إلا أن الخروج للحدائق والمتنزهات وركوب الخيل في المناطق المفتوحة فضلًا عن الرحلات النيلية تكون هي القاسم المشترك في معظم محافظات مصر. ويحرص الأطفال في مصر على تلوين البيض خاصة في بعض المناطق والأحياء الشعبية. زيارة حدائق الحيوان سواء في الجيزة أو القاهرة أحد الطقوس التي يحرص عليها معظم المصريون في يوم شم النسيم فيما تكون منطقة القناطر الخيرية شمال القاهرة أحد أهم نقاط الجذب في هذا اليوم. وشهدت أسعار الأسماك في مصر ارتفاعًا شديدًا قبل شم النسيم بعدة أشهر الأمر الذي دفع الرئيس المصري إلى القول في إحد التصريحات الصحفية أن أسعار السمك مبالغٌ فيها. وكانت وزارة الصحة المصرية قد حذرت من تناول الفسيخ الفاسد في شم النسيم مؤكدةً أنه قد يؤدي إلى نوع خطير من التسمم، يعرف باسم التسمم الوشيقي (البوتيوليني)، وفي حالات نادرة قد يفضي إلى الموت. والمعروف أن شم النسيم هو مناسبة اجتماعية يتم الاحتفال بها في مصر في فصل الربيع وهو عطلة رسمية في كل الجهات الحكومية، وهو يأتي في اليوم التالي لرأس السنة القبطية و ما يسمى عيد القيامة والذي يتم تحديده بحسب التقويم القبطي. ويأتي شم النسم كل عام في شهر برمودة بالتقويم القبطي ويكون غالباً ما بين يومي 14-21 من شهر إبريل. وتعود جذور الاحتفال بيوم شم النسيم في مصر إلى موروث ثقافي أقدم حيث كان من أعياد قدماء المصريين في عهود الفراعنة، ويحتفل به جميع المصريون بدخول الربيع بزيارة المنتزهات وتلوين البيض وأكل الفسيخ والرنجه (السمك المدخن).