أثبتت المملكة بشكل واقعي وإيجابي، أنها دولة مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي لرعاية وتحقيق مشاريع السلام، حيث عملت على تحقيق السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي، بما يوفر الأمن والاستقرار لجميع دول وشعوب المنطقة. ولم تكتفِ بمحيطنا الإقليمي فقط، وإنما وضعت بصمات السلام خارجها، من خلال ما قدمته من جهود لإحلال السلام في القرن الإفريقي، من خلال اتفاقية السلام بين إثيوبيا وإريتريا وبين جيبوتي وإريتريا. سلام القرن الإفريقي: أحدث فصول السلام التي حققتها القيادة السعودية، كانت في قبيل نهاية العام الماضي، حينما أشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في يوم 16 سبتمبر 2018، على توقيع اتفاقية سلام “إضافية” بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس إريتريا أسياس أفورقي في جدة، وقلّد الملك سلمان الزعيمان الإفريقيان قلادة الملك عبدالعزيز، وجرى التوقيع على “اتفاقية جدة للسلام” بحضوره والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. وبعد يومين، في 18 سبتمبر، واستجابة لدعوة الملك سلمان، عقد الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، ورئيس دولة إريتريا أسياس أفورقي، لقاءً تاريخيًّا في جدة بعد 10 أعوام من القطيعة، من أجل صفحة جديدة بين البلدين. اتفاق الطائف لسلام لبنان: وقبل 30 عامًا، استضافت الطائف في عام 1989 اجتماعات السلام بين الفرقاء في لبنان، وتم الوصول إلى “اتفاق الطائف” التاريخي الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 14 عامًا منذ عام 1974. وكان دور السعودية مركزيًّا ومستمرًّا في ذلك الاتفاق، الذي لا تزال آثاره باقية على الواقع السياسي والأمني في لبنان، رغم محاولات الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران لتشويهه. اتفاق مكة بين فتح وحماس: في عام 2007، دعمت الجهود السعودية توقيع اتفاق مهم بين حركتي “فتح” و”حماس” الفلسطينيتين في مكةالمكرمة بحوار المسجد الحرام. ورعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) ذلك الاتفاق، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس والنائب محمد دحلان بتمثيل “فتح”، ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق إسماعيل هنية وخالد مشعل بتمثيل “حماس”. خوض الحرب لإحلال السلام: اضطرت القيادة السعودية إلى قيادة حروب من أجل إحلال السلام ونصرة الحق والشرعية في مواقع عربية مختلفة، لعل أبرزها حرب تحرير الكويت من العدوان العراقي في عام 1991، وحاليًّا عمليات “عاصفة الحزم وإعادة الأمل” في اليمن، من أجل إعادة الشرعية من الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران بطلب من الرئيس الشرعي عبد ربه هادي منصور.