رغم أنه يعد الغرفة العليا في الكونغرس الأمريكي إلا أن دور مجلس الشيوخ الأمريكي لا يتعدى كونه أداة للمماطلة السياسية والضغط الأمريكي على الشعوب المهمشة. وبالرغم من أن مجلس الشيوخ الأمريكي هو جزء من السلطة التشريعية إلا أن رئيسه ينتمي للسلطة التنفيذية في واحدة من التناقضات الغريبة مع مبدأ الفصل بين السلطات التي تنادي به الأنظمة السياسية المتقدمة وحتى النامية. فطبقًا للدستور الأمريكي يتولى نائب رئيس الولاياتالمتحدة منصب رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي حيث يشغل مايك بنس هذا المنصب منذ يناير 2017. عدد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي 100 عضو حيث تمثل كل ولاية بنائبين بغض النظر عن عدد سكان الولاية وهذا المبدأ عكس المعمول به في مجلس النواب والمجالس النيابة في العديد من دول العالم حيث يتم مراعاة عدد السكان في كل منطقة لاختيار من يمثلهم في المجلس . عضوية مجلس الشيوخ الأمريكي لمدة ست سنوات، ويتم تجديد ثلث أعضاء المجلس كل سنتين. ترضية الولايات في مجلس الشيوخ أنشأ واضعو الدستور الأمريكي مجلس الشيوخ وقبل كل شيء وكحل وسط، لأولئك الذين رأوا أن من حق كل ولاية من الولايات -منذ أن انضمت إلى الاتحاد الفيدرالي- أن تمثل تمثيلاً متكافئاً، وأن الهيئة التشريعية يجب أن تمثل الشعب مباشرة متبعين في ذلك مجلس العموم البريطاني. وقد تم تشكيل مجلس الشيوخ في الولاياتالمتحدة على غرار مجلس الشيوخ في العصر الروماني القديم، ويشتق الاسم من كلمة the senatus أو senex وتعني باللاتينية “الرجل العجوز” وينص الدستور الأمريكي على ألا يتم تعديل دستوري ينص بحرمان أي ولاية من الولايات من حقها المتساوي في الاقتراع في مجلس الشيوخ الأمريكي إلا بموافقة من تلك الولاية. والغريب في الأمر أن مقاطعة كولومبيا أو واشنطن العاصمة وغيرهما من الأقاليم داخل الولاياتالمتحدة ليس لها الحق في التمثيل داخل مجلس الشيوخ الأمريكي وفق الدستور القائم.