أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر، أن الشركة تُعد، الرائد الأبرز على مستوى العالم في مجال التنقيب والإنتاج، وأن من أهم الأهداف الاستراتيجية التي أمامها أن تتوسّع بشكلٍ كبيرٍ في مجال التكرير والمعالجة والتسويق، بما يجعله متوازنًا في الحجم والأهمية العالمية مع مجال التنقيب والإنتاج، ومتكاملًا معه بشكلٍ أعمق. جاء ذلك في كلمته اليوم خلال افتتاح أعمال المنتدى السنوي ال 13 للاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات (جيبكا) في دبي، بمشاركة العديد من المتخصصين والخبراء العالميين في قطاع الصناعات الكيميائية، مبيناً أن هدف أرامكو الوصول لما بين 8 إلى 10 ملايين برميل يوميًا من التكرير المتكامل والقدرة التسويقية، مما سيخلق توازنًا أفضل، ونظرة أرامكو السعودية لتنمية قطاع عالمي هائل في مجال الكيميائيات. وأشار إلى أن الطلب على المواد الكيميائية سيمثّل من الآن وحتى عام 2030م حوالي ثلث نسبة النمو في الطلب العالمي على النفط، وبعد ذلك ستزداد تلك النسبة لتصل لما يقارب من 50% من نسبة النمو بحلول عام 2050م، وستضيف البتروكيميائيات حوالي 7 ملايين برميل يوميًا من الطلب على النفط الخام بحلول عام 2050م، ليصل إجمالي الإنتاج إلى 20 مليون برميل في اليوم، وسوف يكون هذا النمو مدفوعًا بتزايد عدد البشر في الكرة الأرضية، وتزايد أعداد الطبقة الوسطى التي تتمتّع بنمط حياة أكثر تحضرًا وازدهارًا. وقال المهندس الناصر:" إن برنامج أرامكو السعودية في مجال الكيميائيات كبير جدًا، وستعمل الشركة عبر استثمارات تقديرية تصل إلى 100 مليار دولار خلال العشرة أعوام القادمة على الاستفادة إلى أقصى حد ممكن من آفاق الاستثمار في ذلك المجال"، مفيداً أن الشركة تهدف لتحويل مليوني برميل يوميًا من النفط الخام إلى بتروكيميائيات، ولديها تطلّع لرفع ذلك الرقم إلى 3 ملايين برميل يوميًا. وأوضح أن قطاع الكيميائيات في أرامكو السعودية يرتكز على 4 استراتيجيات وهي: التكامل بين أعمال التكرير والكيميائيات، وتطوير تقنيات كبرى مبتكرة لتحويل النفط الخام مباشرة إلى كيميائيات، واقتناص فرص الاستحواذات التي تعزز النمو والتكامل، وتمكين تنمية صناعات تحويلية تحفّز المزيد من الابتكار وتؤدي لتصنيع منتجات نهائية وشبه نهائية من الشركات الصغيرة والمتوسطة. وبين أن صناعة الكيميائيات الخليجية لديها فرصة كبيرة خلال الأعوام القادمة بأن تكون مركز قيادة عالمي في مجال الابتكارات وتطوير التقنيات المرتبطة باستخدام النفط الخام واللقيم السائل في الصناعات الكيميائية، مشيرًا إلى أن الصناعات الكيميائية في منطقة الخليج حققت خلال الأربعين عامًا الماضية نجاحات ملموسة ومميّزة، ولكنها بسبب ظروف ولادة وتأسيس تلك الصناعة اعتمدت إلى حدٍّ كبيرٍ على لقيم الغاز، وعلى تراخيص استخدام التقنية من الشركات العالمية والمتخصصة، وآفاق المستقبل على مدى الثلاثين عامًا القادمة تحمل الكثير من الفرص لتحقيق الريادة في ابتكار التقنيات، وتطوير منتجات جديدة ذات قيمة في المنطقة والعالم. وأفاد الناصر أنه تجري حاليًا مفاوضات للاستحواذ على حصة رئيسة في "سابك" الرائدة في مجال الكيميائيات المتنوعة في الرياض، بهدف إنشاء واحدة من أقوى شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة في العالم، وستعزز عملية الاستحواذ قدرة أرامكو السعودية على تطوير ابتكاراتها في عملية تقنية تحويل النفط الخام إلى كيميائيات، وهي عملية تستبعد مرحلة المصفاة، حيث يتم تحويل النفط الخام مباشرة إلى بتروكيميائيات ذات قيمة إنتاجية. الجدير بالذكر أن منتدى "جيبكا" لعام 2018، يعد من الفعاليات الرائدة في قطاع التكرير والمعالجة بمنطقة الخليج، وتتميّز فعالياته هذا العام بحضور أكثر من 2000 مشارك يمثّلون حوالي 600 شركة من أكثر من 50 دولة.