“همة السعوديين مثل جبل طويق، لن تنكسر إلا إذا تساوى بالأرض” هكذا وصف الأمير محمد بن سلمان همم السعوديين خلال جلسة مؤتمر مستقبل الاستثمار. لكن ما دلالة هذا الوصف؟ ولماذا اختاره ولي العهد بالتحديد ليصف به همة السعوديين؟ جبل طويق أحد الجبال “الراسخة الشامخة والقوية” في المملكة، وقد وصف الله تعالى الجبال بالأوتاد؛ نظرًا لرسوخها وقوتها، ويتمتع الجبل المكون من الصخر الجيري الصلب بصلابة وقوة، ويمكن رؤيته حتى مسافة 800 كم، ويمتد الجبل العريق من الزلفي شمال الرياض شامخًا إلى السماء حتى يصافح في النهاية جبال الرمال في مجاهل الربع الخالي. وسمي طويق لأنه يطوق المنطقة من حوله ويسورها ويحميها، وهو رمز للشجاعة والشهامة والعراقة عبر التاريخ، ومن شدة إعجاب العرب بهذا الجبل العريق خلدوه في أشعارهم. وللجبل دلالات خاصة فهو أحد المعالم الجغرافية الطبيعية التي تحتضنها المملكة، وهو قلب إقليم اليمامة التاريخي وإقليم نجد، وطويق تصغير لكلمة طوق يستخدمها العرب للتمليح وهي عادة قديمة عند العرب. ويحيط الجبل بأحد أجمل صحارى العالم، ويستطيع القادم من الغرب نحو الرياض أن يرى بوضوح امتداد التشكيلات الصخرية للجبل على طول الطريق. تاريخيًّا تركزت معظم حواضر منطقة نجد حول الجبل وعلى الأودية الممتدة على جوانبه، وكان اسمه في الجاهلية “جبل العارض” أو “عارض اليمامة” وظل هذا الاسم معروفًا حتى العصور الحديثة، ويشكل “طويق” حاجزًا بين قرى سدير من الشرق وقرى الوشم من الغرب، ويحتل وادي البطين الجزء الغربي من سلسلة طويق الشامخة. ويضرب المثل بطويق نظير القوة وعدم اللين حتى إن الكلمة أصبحت تستخدم بمعنى الرفض. ويبقى الجبل شامخًا في تحديه لعوامل الطقس ومرور العصور، كذلك همة السعوديين التي لا تنهزم ولا تحركها رياح. ويقول الشاعر: ولو أن قلب طويق باح بسره *** لم يَعْدُ ما هو شَفَّ عنه مجلجلا