أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالتعاون مع “مبادرة نلبي النداء”، المهمة الإغاثية الطبية الأولى إلى اليمن من خلال تنفيذ اتفاقية التعاون والتنسيق التي أبرمت لدعم الجانب الطبي من أعمال الإغاثة السعودية في اليمن. وفي إطار الاتفاقية وصل مدينة مأرب فريق طبي يضم 25 طبيبًا استشاريًّا وأخصائيًّا وفنيًّا وإداريًّا في تخصصات جراحة المخ والأعصاب وجراحة العظام والعمود الفقري وجراحة الفك والوجهين وجراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة التجميل والتخدير. ويقوم الفريق الطبي بتقديم الخدمات الطبية (الكشف والعلاجات والعمليات) في مستشفى هيئة مأرب ومستشفى كرى العام بمحافظة مأرب. وتقوم مبادرة “نلبي النداء” خلال تنفيذ مهمتها الإنسانية في مأرب بالاستفادة من تجربتها الناجحة في تنفيذ 48 مهمة إغاثية للنازحين السوريين واللاجئين في دول الجوار. وكانت مبادرة “نلبي النداء” وقعت اتفاقية التعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة في نوفمبر الماضي، وأوضح الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، المشرف العام على المبادرة أن الاتفاقية تشمل تزويد مستشفى هيئة مأرب العام بأجهزة طبية متقدمة، وستتولى “المبادرة” عبر فرقها العاملة بتسليم الأجهزة للمستشفى. وقال سموه: إن المهمة المشتركة بين الجانبين ستكون تمهيدًا لانطلاق مهام طبية لاحقة تضطلع “المبادرة” بترتيبها بالتنسيق مع الجهات المختصة، كما عبر عن تقديره البالغ للاحترافية التي وجدها إبان المهمة الإغاثية المشتركة مع مركز الملك سلمان للإغاثة وعبر عن سعادته بإطلاق هذه المهمة الإغاثية الطبية للأشقاء في اليمن آملًا أن تخفف من معاناة الأشقاء في اليمن، متمنيًا التوفيق والنجاح للفريق الطبي في هذه المهمة الإنسانية، مؤكدًا بأن المهمة الإغاثية تجسد التلاحم والتآلف والشعور الأخوي الموحد من قبل قيادة هذه البلاد رعاها الله لما يعانيه أبناء الشعب اليمني من آلام جراء معركة الدفاع عن الهوية اليمنية. إلى ذلك زار نائب رئيس الجمهورية اليمني الفريق الركن علي محسن صالح ومعه محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة هيئة مستشفى مأرب للاطلاع على الواجب الطبي الذي تتولاه الهيئة واللقاء بكادر المستشفى والأطباء والوفود الصحية التطوعية. وخلال الزيارة التقى نائب الرئيس فريق الدعم الطبي الذي يزور المحافظة بدعم وإشراف مشترك بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومبادرة “نلبي النداء” بهدف إقامة مخيمات طبية لإجراء العمليات الجراحية والمعاينة الطبية لأبرز الأمراض والحالات المستعصية. ورحب نائب الرئيس بالفريق الطبي ويستمر لمدة 8 أيام، مشيرًا إلى النتائج الإيجابية الطبية التي ستحققها زيارة الوفد، من جوانب معالجة الحالات الصعبة وتوفير عناء السفر لبعض المرضى والجرحى ونقل الخبرات للكوادر اليمنية. وعبر نائب رئيس الجمهورية عن بالغ التقدير والعرفان لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يقدم برامج متنوعة إغاثية وإيوائية وصحية، ولمبادرة “نلبي النداء” وعلى رأسها المشرف العام للمبادرة سمو الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز. كما نجح الفريق الطبي في إجراء ما يزيد عن 45 عملية جراحية منذ بداية المهمة في كل من مستشفى هيئة مأرب ومستشفى كرى تنوعت ما بين عمليات تجميل وعمليات العظام والوجه والفكين وعمليات في الأنف والأذن والحنجرة وعمليات المخ والأعصاب. ومنها عمليات استمرت حتى منتصف الليل، وقد رافق الفريق الطبي فريق متخصص في الأشعة التخدير. وفي تصريح لمدير مستشفى كرى في مأرب الدكتور لؤي محمد سليمان أوضح أن الخدمات الطبية التي تقدَّم الآن بعد دعم مركز الملك سلمان للإغاثة أفضل مما كانت عليه يوم كانت البلاد في سلم. مضيفًا: عملتُ في القطاع الصحي في مأرب منذ عام 89، وأجد الخدمات الصحية التي تقدَّم اليوم أفضل مما كانت عليه منذ ذلك التاريخ. لقد كان أهل مأرب ينتقلون لطلب العلاج في المحافظات الأخرى، والآن أصبحت مستشفيات مأرب تستقبل المرضى من جميع مناطق اليمن؛ وذلك بفضل الله، ثم دعم مركز الملك سلمان للإغاثة. تجدر الإشارة إلى أن مبادرة نلبي النداء بدأت عملها الإغاثي والإنساني منذ العام 2000 ونفذت العديد من مشاريع الإغاثة داخل المملكة من خلال الرعاية الطبية ومبادرات إصلاح ذات البين والمشاريع الخيرية مثل المساكن الخيرية والمهام الإغاثية والمساجد، إضافة إلى الشفاعات ومنها المنح التعليمية والوظائف وتنظيم الهجر والأسر وكذلك الصدقات وتشمل المساعدات النقدية والمساعدات العينية والمساعدات الشهرية والتنسيق مع الجهات الرسمية. كما نفذت العديد من المهام الإغاثية خارج المملكة امتداد للبعد العربي والإسلامي الذي تنهجه المملكة وابتداءً من القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية فلسطين؛ ففي فلسطين نفذت العديد من المشاريع الإغاثية وقام المشرف العام بزيارة تاريخية لفلسطين والقدس الشريف وصلى في المسجد الأقصى المبارك وزار أسر الشهداء وزار جنين ومخيمها ونابلس وافتتح مستشفى الطوارئ في غزة، كما قامت بالمبادرة بتنفيذ (3) مهام إغاثية في لبنان إبان العدوان الإسرائيلي 2006، ودعمًا لصمود أهلنا المنكوب في غزة فقد قامت المبادرة بتنفيذ مهام إغاثية في غزة إبان الحرب مع العدو الإسرائيلي في عام 2008 وفي عام 2009، كما قامت بتقديم الدعم الطبي عام 2010 أثناء حصار الأهل في غزة، كما واكبت مبادرة نلبي النداء دعم الأشقاء السوريين في محنتهم ونفذت عشرات المهام الإغاثية في الداخل السوري ودول الجوار التي لجأ لها الأشقاء في كل من الأردنولبنان وتركيا.