حين شرعت الهيئة العامة للترفيه في السعودية أبوابها مطلع آيار مايو 2016م، أثارت بعض الجدل وتلقت سهام النقد تارةً وتصفيق المؤيدين تارةً أخرى، بيد أن المسؤولين أكملوا عملهم لتملأ فعاليات الترفيه مدن المملكة على امتداد توزيعها الجغرافي، وبموازاة ذلك أثبت حضور آلاف العائلات السعودية للمناسبات التي تنظّمها الهيئة أن المزاج الشعبي يدعم ويساند خطوات العمل في المؤسسة الترفيهية الحديثة. ونكزت هيئة الترفيه من يحاول الوقوف في سبيلها بروزنامة مليئة بالمناسبات الترفيهية، فيما عبّدت السلطات الرسمية في البلاد البنية التحتية من مسارح ودور عرض لاحتضان أقطاب الفن والموسيقى وعروض الترفيه المتنوعة. ولا يقتصر عمل الهيئة على الحفلات الغنائية بل لديها سلم طويل تأمل أن يصعده السعوديون درجةً درجة، يبدأ بالموسيقى والفنون والملتقيات مرورًا بالعروض الترفيهية الإبداعية المتعددة من مختلف ثقافات شعوب الدنيا. ولدى الهيئة العديد من الشراكات بالقطاعات الحكومية والخاصة داخل البلاد وخارجها ما يساعدها في الترويج والتسويق بكثافة لأنشطتها وفعالياتها. وتتكئ هيئة الترفيه على مشاهدات هائلة وتفاعل لا ينقطع من خلال حسابها عبر موقع التدوينات المصغّر "تويتر" إذ تعد منصتها التفاعلية ضمن الأكثر نقاشًا وردودًا، فضلًا عن الوسوم التي ترافق الإعلان عن عروضها في البلاد. وبحسب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه، المهندس فيصل بافرط، فإن الأنشطة والفعاليات التي سيتم تنظيمها خلال عام 2018م ستسهم بدور فاعل في التأسيس لصناعة الترفيه بالسعودية، ولن تكون مقتصرة على لحظات جميلة يتم تشاركها مع العائلة والأصدقاء. وأضاف في حفل إطلاق روزنامة العام الجديد الشهر الماضي أن عام 2017م شهد مشاركة أكثر من 100 ألف مواطن ومواطنة في تنظيم الفعاليات. وقدم بافرط عرضًا لأهم نقاط الترفيه خلال العام الحالي إذ تضم 55 فعالية عالمية فضلًا عن أنشطة متنوعة ينظمها القطاع الأهلي بدعم من الهيئة العامة للترفيه. وبين بافرط مساهمة قطاع الترفيه في 224 ألف وظيفة مستحدثة بينها نحو 114 ألف وظيفة مباشرة و110 آلاف أخرى غير مباشرة. والحضور اللافت للسعوديين في الحفلات الغنائية الأخيرة أجبر الهيئة على التعاقد مع مجموعة من فناني الصف الأول لاستقطابهم لمسارح الرياضوجدة والدمام، بعد انتشار مئات المقاطع المرئية التي توثق التفاعل الهائل مع نجوم الأمسيات الغنائية. وكانت الهيئة العامة للترفيه تأسست تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 لتقوم على تنظيم وتنمية قطاع الترفيه في المملكة وتوفير الخيارات والفرص الترفيهية لكافة شرائح المجتمع في كل المناطق لإثراء الحياة ورسم البهجة وتحفيز دور القطاع الخاص في بناء وتنمية النشاطات الترفيهية.