للون الأخضر دور بارز في مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم فبالإضافة إلى كونه لون الملاعب وعلم البلد اللاتيني، فهو يلعب دورا كبيرا في مدينتي ماناوس وكويابا، اللتين تستضيفان بعض مباريات العرس الكروي وتمثلان نظامين بيئيين شديدي الأهمية، فالأولى توجد في غابات الأمازون والثانية في منطقة بانتانال المدارية الرطبة. وانعكست أهمية الطبيعة في المدينتين على أسماء ملعبيهما اللذين تم بنائهما للمونديال وهما “أرينا دي لا أمازونيا” في ماناوس و”أرينا بانتانال” في كويابا. فتوفر غابات الأمازون ومنطقة بانتانال المدارية الرطبة للزائر الذي يتمتع بروح المغامرة فرصة التعرف على النباتات الاستوائية المتنوعة والحيوانات الأشهر في البرازيل من قرود وتماسيح ونمور، فضلا عن الببغاوات وأسماك البيرانا المفترسة. ماناوس:. تعد ماناوس عاصمة ولاية أمازوانس ويسكنها 1.9 مليون شخص وتعتبر واحدة من أكبر مدن البرازيل، وقد شيدت على ضفاف نهر نيجرو. وتوجد هذه المدينة الصناعية التي تحظى بمناخ استوائي رطب ترتفع فيه درجات الحرارة دائما عن 30 درجة مئوية، منعزلة عمليا عن باقي البرازيل فهي تقع في قلب غابات الأمازون، وتفصلهما عن كبرى المراكز الحضرية في البلد اللاتيني عدة ساعات بالطائرة. وتعتمد المدينة على صناعة السيارات والإلكترونيات التي تمركزت هناك بفضل المميزات الضريبية التي تمنحها الحكومة منذ عام 1967 بإنشاء منطقة حرة تعمل بها الآن 406 شركات. وفي عصرها الذهبي بالقرن ال19 كانت ماناوس الميناء الرئيسي المصدر للمطاط، وبفضل الثروات التي حققتها هذه التجارة استطاعت المدينة أن تبني مسرح “أمازوناس” الفخم برخام وأعمال زجاجية من إيطاليا وأقمشة وسيراميك من فرنسا. وبجانب المسرح، هناك مزارات هامة في ماناوس مثل الغابة ومنطقة إلتقاء نهري نيجرو والأمازون، وهي الزيارة الإجبارية لكل سائحي المدينة نظرا للمنظر الطبيعي الخلاب الموجود هناك، فمياه النهرين تمر بشكل متواز دون أن تختلط بسبب اختلاف درجات الحرارة والكثافة والسرعة، وهو المشهد الذي يمكن رؤيته بوضوح نظرا لأن مياه نهر نيجرو شفافة وغامقة، فيما أن مياه الأمازون عكرة. وتعتبر هذه المنطقة تراثا ثقافيا في البرازيل. وللتعرف على الغابة، يستطيع السائحون الإقامة في واحد من الفنادق العديدة بالمدينة التي تقدم جولات سيرا على الأقدام أو بالقوراب للاقتراب من نباتات وحيوانات المنطقة. ومن بين الأنشطة التى تحظى بإقبال كبير في ماناوس السباحة مع الدلافين، فيمكن للسائح السباحة في نهر نيجرو ومداعبة أحد الدلافين في المياه العذبة بينما يقوم مختص بإطعام الدولفين. كما يمكن صيد أسماك البيرنا باستخدام قطعة من لحم البقر كطعم، أو القيام بنزه ليلية لمشاهدة التماسيح و الاستماع “للموسيقى” الصادرة من الغابة حيث يمتزج ضجيج الحشرات مع صوت الطيور والعواصف المفاجئة. ومن يمتلكون ميزانية كبيرة للرحلة، يمكنهم ركوب طائرة صغيرة للتحليق فوق جزر أنافيلياناس، وهي محمية طبيعية تشكل أكبر جزر نهرية بالعالم وتقع على بعد بضعة كيلومترات من ماناوس. ودفعت كل هذه الثروات الطبيعية، عمدة ماناوس، ارثور فيرجيليو، لوصف المنطقة الأمازونية ب”تراث من جميع أنحاء العالم” حيث أنها “تفتخر” بجذورها الأصلية الواضحة على ملامح جزء كبير من السكان. ويشتهر مطبخ ماناوس بالأسماك والفواكه الاستوائية، كما انه يضم باقي الأطباق البرازيلية التقليدية. ويمكن أن تبلغ درجات الحرارة في شهر يونيون 40 درجة مع رطوبة تصل نسبتها إلى 80%. وتبتعد ماناوس 2.861 كلم عن ريو دي جانيرو و3.511 كلم عن العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس، و5.082 عن نيويورك، و5.486 كلم عن العاصمة المكسيكية. كويابا:. كويابا أقل شهرة بكثير من ماناوس، ولكنها المدينة “الخضراء” الأخرى للمونديال وعاصمة ولاية ماتو جروسو. يسكنها نحو 570 ألف نسمة وتعد منطقة زراعية مزدهرة في غرب البرازيل قرب الحدود مع بوليفيا وباراجواي. وسمحت الزراعة وعلى رأسها الصويا وتربية الماشية بازدهار هذه المدينة وماتو جراسو، التي تحظى بأكبر عدد من رؤوس الماشية في البرازيل ب28.6 مليون رأس، بحسب بيانات رسمية. المناظر الطبيعية هي نقطة الجذب في المدينة وتقع حديقة “تشابادا دوس جيمارايش” الوطنية المشهورة بشلالاتها والكهوف، على بعد 65 كلم من كويابا وبها جزء من غابة السيرادو الممتدة على مسافة كبيرة بوسط البرازيل. والمكان الأكثر إبهارا هو منطقة بانتانال الرطبة المقسمة بين البرازيل وباراجواي وبوليفيا وتضم واحدا من أكبر تنوع من النباتات والحيوانات في العالم ولذا تعترف بها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وبحسب وزارة السياحة في ماتو جروسو، تحتوي المنطقة على 650 نوعا من الطيور و260 من الأسماك و80 من الثدييات. وقرية بوكونيه هي بوابة الدخول لبانتانال في ماتو جروسو وهي تقع على بعد ساعتين من كويابا برا، وبها العديد من الفنادق التي تقدم لنزلائها رحلات متنوعة. ولمن يزور بانتانال عليه أن يقوم بنزهة بالقارب في نهر كويابا قبل الشروق فهو الوقت الأمثل لمشاهدة التماسيح وخنازير الماء، أضخم القوارض في العالم. والمحظوظون فقط يتمكنون من رؤية النمور وهي تقترب من النهر للشرب، والأكثر حظا يمكنهم مشاهدة أحد النمور وهو يقوم باصطياد تمساح، وجبته المفضلة. وفي المونديال، ستكون بانتانال في بداية الموسم الرطب، لذلك سيجد الزائرون الكثير من المستنقعات مغمورة، ما يجلب المزيد من الطيور المهاجرة. ولحسن الحظ، يعد يونيو وهو الشهر الذي تقام خلاله مباريات دور المجموعات الأربعة التي تستضيفها كويابا، الفترة الأكثر برودة في العام في المدينة التي توصف بانها الأكثر حرارة في البرازيل، حيث ستتراوح درجات الحرارة بين 15 و30 درجة. ويعد لحم التماسيح هو أشهر الأطباق في مطاعم المدينة. وتبتعد كويابا 1.795 كلم عن ريو دي جانيرو ، و2.128 كلم عن بوينوس آيرس ، و6.537 كلم عن نيويورك ، و6.679 كلم عن العاصمة المكسيكية.