ما زالت النمور الاستوائية المرقطة تجوب أنحاء أضخم مستنقعات العالم، وما زالت الببغاوات البنفسجية ذات الذيول الطويلة تعشش في اشجارها، لكن المزارع والمصانع تزحف وتدمر مستنقعات البانتانال البرازيلية بطريقة مخيفة. هذا التدهور في أوضاع دلتا نهر باراغواي التي تقع على حدود البرازيل وبوليفيا وباراغواي، مثال على ما يمكن ان يحدثه التقدم الاقتصادي والعمراني من أضرار بيئية على نطاق واسع. وعلى رغم أنها أقل شهرة من غابات الأمازون المطيرة، الا ان مستنقعات البانتانال هي أكبر من انكلترا مساحة وفيها مخزون كبير من المياه العذبة وتنوع حيوي غير مألوف للحياة البرية بدءاً من النمور الاستوائية المرقطة التي يصل وزنها الى مئة كيلوغرام، الى الثعالب المائية ذات الفراء والتماسيح الأميركية الاستوائية التي يصل طولها الى ثلاثة أمتار. أما عن الطيور فتضم المستنقعات 650 نوعاً منها، أكبرها تصل المسافة بين جناحيه الى نحو ثلاثة أمتار وأصغرها لا يتعدى وزنه غرامين. خلال موسم الامطار يرتفع مستوى المياه خمسة امتار فتتكون مستنقعات تبدو كلوحة فسيفسائية متداخلة الالوان فيها جزر وشجيرات صغيرة وأشجار استوائية طويلة شاهقة. وحين تصل المياه لأرض جافة للمرة الاولى تفقد ما بها من أوكسيجين فتنفق أسراب من الاسماك في إطار دوامة الحياة الطبيعية القاسية. تبدو منطقة البانتانال كبوتقة تنصهر فيها الانظمة البيئية، وهي أكبر تجمع لانواع الحيوانات في الاميركتين. لكن هناك بعض الانواع المهددة بالانقراض ومنها آكل النمل ذو الخطم الطويل الذي يحرك لسانه بسرعة 160 مرة في الدقيقة ليتلهم بسرعة فائقة جحافل النمل، وحيوان ثديي يعيش في أميركا الجنوبية له درع من الصفائح العظمية على رأسه وجسمه ينكمش داخله لحماية نفسه ساعة الخطر ويسمى"المدرع"، والذئب ذا العرف.