قال علماء يقودون الحرب ضد فيروس “كورونا”، إن الجبهة المهمة التالية في المعركة، ستكون فهم الكيفية التي يعمل بها الفيروس المسبب للمرض بين أناس لا تظهر عليهم أعراض المرض بوضوح، وينشرونه دون أن يعلموا أنهم مصابون به. وذكرت “رويترز” أن تحديد ذلك قد يكون حاسماً في وقف انتشار الفيروس. وقال الدكتور ديفيد سويردلو، إنه أصبح من الواضح -على نحو متزايد- أنه يمكن أن يصاب أشخاص بفيروس كورونا دون أن يصابوا بمرض تنفسي حاد. ويرأس سويردلو فريق الاستجابة لمرض كورونا في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وقال ل”رويترز”: “ليس من الضروري أن يكون المريض في وحدة للرعاية المركزة مصاباً بالتهاب رئوي حاد، لكي تكون لدينا حالة إصابة بفيروس كورونا”. وأضاف “نفترض أنهم أقل عدوى (للآخرين) لكننا لا نعرف”. وللمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض فريق في السعودية لدراسة ما إذا كانت هذه الحالات المعتدلة لا تزال قادرة على نشر الفيروس. ويشرف سويردلو على عمل هذا الفريق من أتلانتا. ويعتزم الفريق إجراء تحاليل على عائلات أشخاص يشتبه في إصابتهم بالفيروس، حتى وإن كان الأقارب لا تظهر عليهم أية أعراض، وذلك للمساعدة في تحديد ما إذا كان من الممكن انتشار الفيروس داخل الأسرة. وقال الدكتور آميش أدالجا من المركز الطبي في جامعة بيتسبرج: “حاملو المرض الذين لا تظهر عليهم أعراضه، يمكن أن يمثلوا مساراً كبيراً لانتشار الفيروس”. وكان للأعراض الأخف وطأة دور في ثاني حالة للإصابة بالفيروس في الولاياتالمتحدة. وقد بدأت الحالة بآلام في الجسد، شعر بها رجل خلال سفره من جدة بالسعودية إلى الولاياتالمتحدة. ولم يطلب المريض المساعدة في قسم للطوارئ في أورلاندو بولاية فلوريدا، إلا بعد مرور أكثر من أسبوع، وانتظر في قسم الطوارئ، لما يقرب من (12) ساعة، قبل أن يدرك العاملون احتمال إصابته بالفيروس، ويضعوه في غرفة معزولة. ولم تبد على المريض أية أعراض لإصابته بالتهاب رئوي ولا حتى السعال. ويعتقد الدكتور كيفين شيرين -مدير الإدارة الصحية في مقاطعة أورانج بولاية فلوريدا- أن ذلك قلل من احتمال أن يكون الرجل نشر العدوى. وأثبتت الاختبارات عدم إصابة أي من العاملين في المستشفى، لكن الإدارة الصحية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض، لا يزالان يجريان فحوصاً على مئات الأشخاص، المحتمل أن يكون المريض اتصل بهم. وبحثت دراسة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض -نشرت الأسبوع الماضي- بعض الحالات الأولى للإصابة بالفيروس، والتي ظهرت في الأردن في عام (2012). في البداية، كان يعتقد أن اثنين فقط أصيبا بالفيروس. وعندما أجرى باحثو المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض، فحوصاً أكثر دقة، بالبحث عن مضادات فيروس كورونا بين العاملين في المستشفى، وجدوا أن سبعة آخرين أصيبوا بالفيروس ونجوا منه. وقال أدالجا، إن ذلك يشير إلى أنه قد تكون هناك حالات إصابة بسيطة “من الممكن أن تكون بمثابة وسيلة لانتشار الفيروس بين أفراد آخرين، ما يزيد من صعوبة السيطرة عليه”. ويشعر العلماء بالقلق -بشكل خاص- لأن كثيراً من الحالات التي اكتشفت في الآونة الأخيرة للإصابة بفيروس كورونا، كانت بين أناس لم يكن لديهم اتصال بالإبل أو بالخفافيش التي يعتقد أنها مستودع الفيروس. وقال الدكتور مايكل أوسترهولم -وهو خبير في الأمراض المعدية من جامعة مينيسوتا-: “إذا لم يكونوا على اتصال بحيوانات، فمن أين أصيبوا بالفيروس؟ من المحتمل أنه انتقل من حالات لم تظهر عليها أعراض الإصابة.”