علق الشيخ الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي على توجه مجلس الشورى لمناقشة اقتراح عقوبة سجن وغرامه مالية على من يدخل المساجد بملابس غير نظيفة، مشيرا إلى أنه أمر مبني في أساسه على التوعية والتعليم لا المسارعة إلى العقاب . وقال الغامدي، في تصريح خاص ل”المواطن“، إن النبي صلى الله عليه وسلم، قال في بعض الروايات: من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا وليقعد في بيته، وبالتالي فإن دخول المساجد بملابس غير نظيفة منهي عنه، ونهي النبي صلى الله عليه وسلم، كان بسبب أن يؤذي الناس بالرائحة الكريهة، وكذالك الملائكة كما جاء في حديث جابر بن عبدالله أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه الشجرة النتنة فلا يقربن مسجدنا، فالنتن هو العلة؛ لأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس. وأضاف أن الصلاة موضوع عظيم، والخشوع أساس انتفاع الناس منها، وقال تعالى: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون}، والنتن والروائح الكريهة تذهب الخشوع عن المصلين، وتكون سببًا للتأذي، وتوعية الناس تكون من خلال الخطب والمدارس والمناهج التعليمية. وبين الغامدي، أن العلماء اختلفوا فيمن يأكل البصل والثوم ثم يأتي المسجد محرم أو ليس محرمًا، على قولين، فمنهم من قال إنه مكروه، ومنهم من قال إنه مُحرم، وهذا الصحيح؛ لما فيه من أذى للمصلين والملائكة التي تحضر الصلاة، وهذا الإيذاء ضرر لا يجوز، فينبغي توعية الناس بهذا. ولفت إلى أن رؤية الشورى تعمق على توعية الناس من خلال المنابر الإعلامية والمساجد والصحف، ومن خلال المناهج التعليمية، ولا مانع أن يؤمر بمن يصر ويعاند أن يأتي المساجد بشكل فيه إيذاء للمصلين برائحة نتنة، سواء البصل أو الثوم أو غيرهما، بأن يخرج، أما مسألة المعاقبة بالغرامات المالية أو السجن، فهذا لم يأتِ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأعتقد أن فيه تعميقًا للمسارعة إلى عقوبات في أمور أساس الإصلاح فيها التوعية والتعليم والتربية.