المكرم المشرف على صفحة عزيزتي الجزيرة الموقر سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. اطلعت على المقال المعنون ب{مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} لكاتبه الأخ الأستاذ سلمان بن محمد العُمري، في عدد الصحيفة ذي الرقم 15247. وقد أجاد وأفاد - وفقه الله - لكن لي بعض الإضافات المهمة للتأكيد على هذا الموضوع وأهميته، وأقول: إن المساجد هي بيوت الله، أشرف الأماكن في الأرض، يُسَن صيانتها عن كل وسخ وقذر، ومخاط وبصاق.. ورد في الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «عرضت علي أجور أعمال أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد» تكتب له من الأعمال الصالحة، يُخرج العود من المسجد تُكتب له من الأعمال الصالحة، بخلاف الذين يتمخطون في منديل الفاين، ثم يضعونه وراء أعمدة المسجد، يا لها من إهانة.. «عرضت علي أجور أعمال أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد». ويُسن أن تصان المساجد عن كل رائحة كريهة، من بصل وثوم وكراث، ونحوها من الروائح الكريهة، لما ورد عن أنس رضي الله عنه، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا، ولا يصلين معنا» أي: الثوم والبصل. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا، أو فليعتزل مسجدنا»، وفي رواية لمسلم: «من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم». وكذلك لا بد من تجنب الأذية برنات الجوال والنغمات والأغاني التي تنبعث من الهاتف المحمول (الجوال)؛ فإن فيها أذية للمسلمين بالتشويش عليهم في صلواتهم، وسلباً لخشوعهم، وإهانة لبيوت الله، وعدم مبالاة بتعظيمها وتكريمها وتشريفها.. قال الله: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (32) سورة الحج، وقال: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب، وقال: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (36) سورة النور. ورفع المساجد يكون بتطهيرها، والعناية بنظافتها، وتقديسها، وعدم أذية روادها والقادمين إليها، وعدم ارتكاب أي عمل ينافي الأدب معها، وكذلك عدم اصطحاب الأطفال الذين يؤذون الناس في المساجد، ويؤثرون في خشوعهم. نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وينبغي أن يتأهب المسلم لأداء شعائر الإسلام، ويلبس وينتهي عند ارتيادها {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}. فلا بد أن يهتم المسلم بمظهره وهو يقابل ربَّه، وهو يؤجر على ذلك؛ لأنه ينفذ أمراً ربانياً بأخذ الزينة عند كل مسجد.