لا تزال أزمة سد النهضة تُلقي بتبعاتها على العلاقات بين مصر وإثيوبيا والسودان، حيث شهدت العلاقات بين الدول الثلاث حالةً من التوتر، حيث شددت مصر على عدم القبول بأن يتعرض أمنها للخطر مع استمرار إثيوبيا في عمليات بناء سد النهضة . وفي هذا السياق قال عباس شراكي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية في جامعة القاهرة: إن “موقف السودان بخصوص سد النهضة يعد امتداداً لتغيير النظام السوداني سياساته في الفترة الأخيرة”. وأوضح عباس شراكي أن “السودان كان مؤيداً لمصر في مفاوضات أزمة سد النهضة ثم أصبح محايداً، ثم أصبح مؤيداً لبناء سد النهضة في تغير لافت لموقف الخرطوم”، حسب تعبيره. وأضاف شراكي، في مداخلة هاتفية لبرنامج “رأي عام” على قناة “TEN”، أن “تغيير موقف السودان بشأن مفاوضات أزمة سد النهضة يتعلق بأسباب سياسية، وبعض المشاكل مثل حلايب وشلاتين”. وقال الأكاديمي المصري: إن وزير الخارجية السوداني يُطلق تصريحات ضد مصر لا تجوز لمسؤول كبير. ورأى أن إثيوبيا مُصرّة على عدم وجود خبراء أجانب في اللجنة الفنية الخاصة بتقييم مخاطر سد النهضة . وشدَّد على أن الخارجية المصرية تتحرك بدبلوماسية شديدة في موضوع سد النهضة، ولم تتلق رداً رسمياً إلى الآن من إثيوبيا والسودان حول وجود خبراء من البنك الدولي في دراسات سد النهضة. يأتي ذلك فيما أكد النائب المصري مصطفى الجندي، عضو مجلس النواب والمستشار السياسي لرئيس البرلمان الإفريقي، أن العلاقات المصرية الإريترية في غاية الأهمية للأمن القومي المصري، خاصة مع تصاعد التوتر مع إثيوبيا والسودان بشأن مفاوضات سد النهضة . وأضاف الجندي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “كل يوم” المذاع على قناة “ON E”، أن مطالبة مصر بالاطمئنان على بناء وهندسة سد النهضة يأتي حرصاً على السودان. وأشار إلى أنه في حال انهار هذا السد ستغرق السودان في 3 ساعات، حسب قوله. وشدد الجندي على أهمية مناقشة مصر مع الدول الإفريقية سُبل الاستفادة من 90% من مياه نهر النيل والتي تهدر في المستنقعات وبفعل التبخر، مؤكداً أن الجميع يتصارع فقط على 10% من مياه نهر النيل.