باتت الإبل السائبة هاجسًا مميتًا يطارد مرتادي طرقات محافظة أضم وضواحيها ومركزي ربوع العين والجائزة والقرى التابعة لهما، في ظل اللامبالاة من أصحابها الذين تركوها تهيم على الطرقات، مطالبين الجهات المعنية بالتحرك العاجل لحفظ حياتهم من الخطر الذي يحدق بهم يومًا بعد يوم. ورصدت “المواطن” تربص الإبل السائبة بمرتادي الطريق العام بمدينة أضم والطريق الغربي المؤدي إلى مخطط الرحاب السكني ومراكز المرقبان وربوع العين وحقال، فيما علمت أن تلك الطرق قد شهدت العديد من الحوادث التي كادت أن تخطف من تعرضوا لها من بين محبيهم، متسائلين في الوقت ذاته عن غياب أصحابها الذين استهتروا بالأرواح البشرية وضربوا بالأنظمة والقوانين عرض الحائط. وأوضح صالح بن رزق الله المتعاني، أحد أهالي مركز ربوع العين، أن الإبل السائبة تشكل خطرًا كبيرًا على مرتادي الطرق في المحافظة. وأضاف المتعاني أنه لا تزال حوادث الإبل السائبة تتكرر على الطرق بشكل متواصل في المحافظة ومركز ربوع العين، وقد تسببت في إزهاق العديد من أرواح الأبرياء. وأكد المتعاني أنه يجب على الجهات المسؤولة وضع عقوبات رادعة على أصحاب المواشي والإبل السائبة المتسببة في حوادث الطرق، مشيرًا إلى أن الحوادث التي تسببت بها الإبل 28 حادثًا نتج عنها إصابات عديدة متفاوتة، إحداها شلل لأحد الأهالي ووفاة 3 آخرين. وأفاد عيسى الظويلمي، عضو المجلس البلدي بأضم، وأحد أهالي مركز الجائزة، بأن الطريق الرابط بين الجائزة والمحافظة شهد العديد من الحوادث المروعة، والذي كان آخرها قبل أسابيع ونتج عنه وفاة 7 أشخاص وإصابة 5 آخرين بأسباب السرعة الجنونية، وكذلك الإبل السائبة وسوء أرضية الطريق القديمة المتهالكة وعدم توفير الإضاءة فيه ليلًا وانعدام الرؤية فيه وتهور السائقين وعدم التقيد بالسرعة المحددة. وأردف أن الطريق لا يتناسب مع ما تشهده بلادنا من تطور ملحوظ في مواصفات الطرق ومراعاة الجودة والتصاميم الحديثة وما توليه قيادتنا الرشيدة من حرص على مصلحة وراحة المواطن وسلامته. وأوضح الظويلمي أن عدد إحصائية الحوادث في الطريق الجائزة- أضم: قد بلغ 286 حادث تصادم مع مركبات ومواشٍ سائبة، نتج عنها وفاة 14 شخصًا و94 إصابة متفاوتة ما بين الخفيفة والمتوسطة والخطرة. ولفت الظويلمي أنه سيضع عددًا من الحلول المقترحة لرئيس بلدية أضم المهندس سليمان بن أحمد الذيبي في اجتماع المجلس البلدي القادم. 1- إنارة الطريق من المشاش مرورًا بالجائزة إلى محافظة أضم، وهو مدرج ضمن المشاريع المستقبلية حسب ما ورد من البلدية على خطاب سابق مقدم من المجلس البلدي. 2- إصلاح بعض التلفيات في الطريق الممتد من المشاش مرورًا بالجائزة إلى محافظة أضم. 3- وضع لوحات تحذيرية في المناطق السكنية والتي تكثر بها الإبل السائبة. 4- وضع مطبات في قرية المشاش على الشارع العام للحد من السرعة. 5- طريق مزدوج من المشاش مرورًا بالجائزة إلى محافظة أضم. وفي سياق متصل، أوضح المتحدث الرسمي لبلدية أضم، يحيى بن عبدالرحمن المالكي، في تصريحات إلى “المواطن“، أن محافظة أضم ومراكزها تعد من المناطق الريفية، ومن الطبيعي تواجد المواشي بها، ولكن هذه الظاهرة لم تعد مقبولة في حاضرة أضم والمراكز. وبيّن المالكي أن البلدية لها جهود في حصر أصحاب الإبل وتوجيههم بحفظها عن طريق الشرطة، مؤكدًا أنه تم تخصيص فريق عمل لمعالجة هذه الظاهرة وفقًا للضوابط والأنظمة. وأشار المالكي إلى أنه حال تلقت أو لاحظت البلدية بنفسها الإبل السائبة ستقوم على الفور بضبطها، وسيكون خلال الثلاث الأيام الأولى غرامة مالية على صاحبها، وإذا مرت تلك اليوم تعرض في مزاد علني لبيعها، داعيًا الجميع التعاون مع البلدية في القضاء على هذه الظاهرة. ومن جهة أخرى، أكد المتحدث الرسمي لصحة جدة عبدالله الغامدي، أن جميع المستشفيات التابعة للشؤون الصحية بمحافظة جدة مجهزة بجميع التجهيزات والموارد البشرية لاستقبال الحالات الطارئة الحوادث على مدار الساعة. وتابع أنه يتم دومًا تطبيق أنظمة وقوانين متوافقة مع أنظمة الهيئة السعودية للتخصصّات الصحية والنظام الأميركي لفرز ومعالجة حالات الحوادث حسب العدد والخطورة مع وجود نظام إحالتي المرتبط مع الوزارة لإحالة الحالات غير الموجود تخصصها بالمحافظة.