لقد أصبح تحليل قرارات الحكام في المباريات ، والوقوف عند الأخطاء بالذات وتفصيلها ، وتكرارها ، والتأكيد عليها أصبح ذلك مادة دسمة بل كاملة الدسم لكثير من البرامج الرياضية ، وصارت تلك اللقطات ، وأحاديث الحكام السابقين بضاعة مثيرة لكثير من متابعي المباريات سواء منسوبي الأندية ، أو الجماهير ، أو حتى الإعلام .. بل وتعدى هذا الأمر ليكون ما يدور أحيانا من لغط تحليلي حول لقطات مختلفة .. ليكون مادة صحفية جزلة تثير النقع في الوسط الرياضي خاصة إذا كانت هناك مباراة مهمة .. التحليل التحكيمي لبعض اللقطات المختارة من قبل حكام وأهل تجربة تحكيمية سابقة كان هدفه فيما أرى ثقافة الحكم الحالي ومنفعته تحكيميا ، وتطوير فكره ، والإضافة له لكي تصح قراراته ، وتصيب خياراته في المباريات .. كما أن من منافعه التي كانت منشودة هي مخاطبة وعي المشاهد .. فمعرفة الأخطاء وتحليلها وتشخيصها ذلك طريق لتصحيح المسار الخاطئ في العمل الرياضي وخصوصا فيما يرتبط بالتحكيم .. ومانراه .. ومانجده .. ومانتباكى عليه هو مضمون تلك التحليلات المختلفة التي اثارت واستثارت الأشخاص والأندية والإعلام .. فكان الجدل هو النتيجة الوحيدة لذلك .. ولم نتاكد ان هدف هذا التحليل قد تحقق حقا للحكام الحاليين بل إن البلاء زاد والأخطاء كثرت ، وصارت فقرات التحكيم راصد ك “ساهر” للحكام و قراراتهم في المباريات فصار بعضهم يحسب لذلك التحليل الذي يركز على اخطائه ويبرزها للناس بقالب إعلامي صاخب فيحدث مايحدث بعدها و لم نسمع ان حكما ذكر أنه استفاد من فقرات التحليل التحكيمية بشكل تطبيقي وعقلاني .. ولم نعرف إلا ان المشكلات زادت وكثرت .. وصار التحليل التحكيمي شواهد للتهكم ، أو السخرية ، أو الإدانة ، أو المبالغة ، أو التشكيك .. و كذلك التحدي والاسقاطات .. ولم نسمع ان جمهورا اقتنع بما هو ضد فريقه وحلله ذلك المحلل بل سبب كرها للبرنامج ، أو كراهية للمحلل .. فكثر القيل والقال .. ولم يرتح البال .. لذا اتمنى أن توقف تلك الفقرات ، بل وتلغى مادام ضررها أكثر من نفعها .. ولنعطي للحكام مساحة من الثقة بعيدا عن ثرثرات الرصد والتقييم .. ولنريح وسطنا الرياضي من لغط مثل تلك التحليلات .. “عشان” نركد “شوي”