صدور قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بالسماح للأندية لطلب حكام أجانب لخمس مباريات في دوري جميل، كان نتيجة حتمية للمستوى غير المرضي من قبل الحكام السعوديين الذين أداروا مباريات الأسبوعين الأوليين في الدوري إضافة لمباراة السوبر. جميع الأندية تضررت من الأخطاء التحكيمية التي ساهمت في تغيير الكثير من نتائج المباريات في الموسم الماضي، ولا زالت هذه الأخطاء تتكرر مما جعل اتحاد الكرة يقتنع بموقف الأصوات المنادية بزيادة عدد المباريات التي يسمح الاستعانة بحكام أجانب لإدارتها؛ لتكون كحل وسط بين مطالب الأندية وتمسك لجنة الحكام بعدم الزيادة. تعالي الأصوات المنادية بهذه الزيادة كان نتيجة لكثرة أخطاء الحكم السعودي رغم المعسكرات والمحاضرات وورش العمل التي عقدتها إدارة اللجنة، لكن استمرار الوقوع في هذه الأخطاء يعطي نتائج شبه مؤكدة، بعدم نجاعة الدورات ولا المعسكرات - التي لاقت انتقاد جميع الحكام – ستسهم في تطوير أداء الحكم السعودي ليكون هذا القرار كالمسكن للألم ولن يعالج العلة. بمتابعة تصريحات مسئول اللجنة نستشف بأن نهج وأسلوب وفكر اللجنة السابق لن يتغير مما يحتم الوصول لنفس نتاج الموسم الماضي.. فالسبب الرئيس في المشكلة لم يعالج ولم يتطور، فمنذ تولى رئاسة اللجنة منذ اكثر من اربع سنوات مستوى التحكيم في النازل دون أي تحسن، بل كل سنة أسوأ من التي قبلها، وقريباً ستعلو الأصوات مرة أخرى للمطالبة بزيادة المباريات إلى أن يصل نسبة التحكيم الأجنبي إلى 100% ونكون بذلك قضينا على التحكم السعودي تماماً. الحل واضح بضخ دماء جديدة عبر تغير إدارة اللجنة وتكليف شخص إداري - لا يشترط أن يكون حكماً - كرئيس لها ومساعدين له ممن سبق لهم التحكيم، يشترط أن يملكوا موهبة الإدارة والخبرة الجيدة في التحكيم، والاستعانة بمستشار أجنبي يكون مشرفاً عاماً يقيم أداء الحكم، وينظم الدورات للحكم لمعالجة الأخطاء التي وقعوا فيها وإكمال النواقص لديهم، فنحن نملك خامات مميزة لكنها تحتاج لصقل من لدن مدرب متمرس. كالمعتاد في وسطنا الرياضي تخرج علينا أصوات نشاز تنتقد أي قرار يصدر يتم مناقشته بأسلوب بعيد عن المهنية والواقع، وتم تجيير أسباب صدور هذا القرار لخدمة هذا النادي دون الآخرين، وكأن القرار منحة لهذا النادي فقط فالفرصة متاحة للجميع ولمن يرى أنه بحاجة لتنفيذه. الأندية الكبيرة تصرف الملايين لجلب اللاعبين المحليين والأجانب لتحقيق طموحات أنصارهم، من حقها ألا تقبل أن تذهب هذه الملايين سدى؛ بسبب أخطاء تحكيمية بدائية أو يصاب احد لاعبيها المميزين وتخسر خدماته التي صرفت الملايين؛ لتستفيد من هذه الخدمات بسبب خطأ تحكيمي نتيجة عدم تركيز أو عدم جرأته في إيقاف خشونة اللاعبين. التهكم على القرار أو على مصدره بالأسلوب الذي شاهدناه لا يليق باتحاد الكرة، ولا يليق بالإعلام الرياضي السعودي أن يصل إلى هذا الحد من الإسفاف، فكما نطالب بتطوير اللجان واتحاد الكرة ويجب أن نتطور ونرتقي في مفرداتنا وانتقاداتنا لنساهم في تطور الكرة السعودية.