غطت زهور الأقحوان الأبيض النفود غرب رفحاء ورسمت لوحات فنية جميلة قل مثيلها. ويطلق على زهور الأقحوان اسماً علمياً هو CHRYSANTHEMUM MORIFOLIUM. ويعتبر عشب الأقحوان من الأعشاب المعمرة التي تنمو في أوربا وآسيا الجنوبيتين الشرقيتين إلا أن الصين هي الموطن الأصلي للأقحوان حيث ينمو على الصخور والمناطق البالية. وتنتمي زهور الأقحوان إلى الفصيلة النجمية التي يضم حوالي 30 نوعاً من نباتات الزينة ذات الأهمية الاقتصادية. ويشبه نبات الأقحوان نبات البابونج في الشكل مع اختلاف التركيب الكيميائي. ويعد الأقحوان من فصيلة المركبات، وهي عشبة يبلغ ارتفاعها (50-120 سم) ولها ساق مضلعة عارية وقليلة الفروع، والأوراق مجنحة ومسننة وتفوح منها رائحة تشبه رائحة الكافور عند هرسها، وأما الأزهار فمستديرة في وسطها رأس نصف كروي أصفر اللون يتكون من زيت طيار، ومواد مرة. وحين يُزهر الأقحوان، تُجفّف أوراقه بهدف استخراج عنصر معروف بمزاياه الملطفة؛ لأنه غنيّ طبيعياً بمادة الستيرول النباتية، ومركّبات نباتية قريبة من الكولسترول الموجود في الجسم تتدخّل مباشرةً في عمليّة الدفاع عن البشرة عبر تنظيم آليات الالتهاب. ويستعمل مستحلب أزهار الأقحوان داخلياً لعلاج النزلات المعوية الخفيفة وطرد الديدان المعوية وتقوية الدم (زيادة الهيموجلوبين). ويستعمل خارجياً لعلاج الروماتيزم والنقرس كما يستخدم للعناية بالشعر. وتحتوي هذه النبتة أيضاً على كميّة كبيرة من مضادات الأكسدة من نوع الفلافونوييد والكاروتين التي تساعد البشرة الحسّاسة في مكافحة العناصر الضارة الحرّة المسؤولة عن شيخوخة الخلايا. وتتمتّع زهرة الأقحوان بخصائص مضادّة للجراثيم والفطريات؛ لأنها تحتوي على مادّتي الكاروتين والسابونين اللتين تنشّطان جهاز المناعة، وتُستعمل لمعالجة الالتهابات الفمويّة، والحبوب، ولسعات الحشرات، وتُخلط زهرة الأقحوان مع المراهم أو تُدهن على الجروح، والجِلد المكشوط، وحتّى الندبات القديمة للاستفادة من مفعولها القويّ في التئام الجروح، كونها فاعلة ضد المكورات العنقودية. وأشهر من نشد الشعر في زهور الأقحوان الشاعر البحتري حيث يقول: بِعَينَيكَ ضَوءُ الأُقحُوانِ المُفَلَّجِ وَأَلحاظُ عَينَي ساحِرِ اللَحظِ أَدعَجِ ويقول أيضاً: إِذا قابَلَتهُ الشَمسُ رَدَّ ضِياءَها عَلَيها صِقالُ الأُقحُوانِ المَنَوِّرِ