ألفا بركان قديم وليس ميّت، هي ما تخبّئه أرض المملكة العربية السعودية، منذ آلاف السنين، شكّلت عبر تاريخها الطويل 13 حرة رئيسة، ناتجة عن تدفقات بركانية عظيمة وقديمة، أحدها على بعد 8.2كم من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنوّرة، التي تستحوذ على النسبة الأكبر من هذه الحرات والفوهات البركانية ذات الصخور السوداء. بحرة رهاط: ويُعد أحدث انفجار بركاني في أرض الحجاز، هو انفجار بركان جبل الملساء، الواقع جنوب شرقي المدينة، عام 654ه/ 1256م، واستمر ثورانه لأيام عدة، وسارت الحمم البركانية لمسافة 23 كيلو مترًا، إلا أنَّ أطول لسان للحمم البركانية توقف قبل الوصول لمسجد الرسول الكريم بنحو 8.2كم، وسمي ما أحدثه البركان آنذاك ب”بحرة رهاط”. ويوثّق ابن كثير هذا البركان، في موسوعته، بأنّه “بقيت تلك النار على حالها تلتهب التهابًا وهي كالجبل العظيم ارتفاعًا، والمدينة عرضًا يخرج منها حصى يصعد إلى السماء، ويهوي فيها، ويخرج منها كالجبل العظيم نار ترمي كالرعد، وبقيت كذلك أيامًا ووقفت أيامًا، ثم عادت ترمي بحجارة خلفها وأمامها، حتى بنت لها جبلين، ولها كل يوم صوت عظيم آخر الليل إلى ضحوة”. وأوضح موقع المساحة الجيولوجية، أنَّ ال6 آلاف عام الماضية حدث خلالها 11 ثورانًا بركانيًّا في حرة رهاط وحدها، كان آخرها الحدث البركاني الشهير الذي وقع في عام 654ه، والذي استمر النشاط البركاني فيه أكثر من 52 يومًا. حرّة خيبر: وتحتضن هذه البؤرة البركانيّة جبل القدر والجبل الأبيض. وجبل القدر عبارة عن جبل بركاني خامد بارتفاع يصل إلى أكثر من 2000 متر عن سطح البحر، وفي حرة وعرة ولا يمكن السير بها إلا للعارفين بالطرق. وفوهة جبل القدر عميقة جدًّا، وفيها تجويفات كبيرة. كما يرى الصاعد لفوهة جبل القدر امتداد اللابة، التي امتدت لأكثر من 50 كيلو مترًا، في مشهد جيولوجي نادر. وبالقرب من فوهة بركان جبل القدر، يقع فوهة بركان جبل الأبيض بلونه الغريب، وتشكيلاته المتعددة، فهو واحد من المعالم الجيولوجية الشهيرة في المنطقة. بركان الوعبة: وتقع فوهته، وسط حرة كشب الشهيرة، بالقرب من الطائف، أو ما يسمى “مقلع طمية”. وهي واحدة من أعمق الفوهات البركانية في السعودية، وعمقها يصل ل240 مترًا، وقطرها أكثر من 2500م، وهو أحد المواقع التي يقصدها السياح بزيارات سريعة وخاطفة، لغياب الخدمات عن تلك المواقع السياحية المبهرة.