أكد أستاذ المناخ المشارك في قسم الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، أن السعودية تجثم فوق مئات البراكين منذ آلاف السنين حيث يُقدر وقت نشوئها بما يقرب من 25 مليون سنة مضت. وقال ل «الشرق»: «يبلغ عدد البراكين في حرة خيبر فقط نحو 400 بركان وفي حرة رهط بين مكةوالمدينة نحو 700 بركان وعلى مستوى المملكة نحو 2000 بركان». وأَضاف: «البراكين في السعودية تعتبر خامدة وليست ميتة وشكلت عبر تاريخها الطويل 13 حرة رئيسة ناتجة عن تدفقات بركانية عظيمة وقديمة، وأحدث بركان انفجر في أرض الحجاز بركان جبل الملساء الواقع جنوب شرق المدينة وذلك عام 654ه 1256م، واستمر ثورانه لعدة أيام وسارت الحمم البركانية لمسافة 23 كم، وتوقف أطول لسان للحمم البركانية قبل مسجد رسول الله بنحو 8.2 كم». وتابع «بركان جبل الملساء دفع كل المؤرخين للقول إن هذا هو المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل في بصرى)، وبعد التأمل والتدقيق في المسألة (جغرافياً) فأحسب أن أحداث بركان جبل الملساء لا تؤهله لأن يكون هو المقصود بالحديث، ولو كان كذلك لاحترقت المدينة بمن فيها، وعليه فإن هذه العلامة الصغرى والله أعلم لم تحدث بعد». وأكد أنه بناء على ذلك فإن أرض الحجاز موعودة -وفقاً للحديث- ببركان ناري عظيم من القوة لدرجة أن ناره «تضيء أعناق الإبل في بصرى» -وهو مكان قرب دمشق- مشكلاً دائرة قطرها نحو 900 كم، وبعبارة أخرى الإضاءة قد تشمل معظم جزيرة العرب والعراق والشام والبحر الأحمر وشرقي مصر والسودان. وقال «إن أعمق الفوهات البركانية في السعودية هي فوهة بركان الوعبة عمقها نحو 220م وقطرها نحو 2000م وهو بركان وليس ضربة نيزك، وينتاب الناس شعور مخيف عندما يشاهدون أعظم فوهة بركان في السعودية -فوهة الوعبة في حرة كشب شمال شرق الطائف- حيث تستطيع الفوهة أن تستوعب حوالى 190 ملعباً رياضياً، وبعبارة أخرى فإنها تستوعب أكثر من 170 ألف سيارة (فوهة البركان الواحد فقط)». وختم «براكين المملكة يمكن أن تثور مجدداً بعد مقدمات من هزات أرضية متتالية وقد تكون شديدة، ولو انفجرت البراكين الكبيرة في حرة خيبر فقد تبلغ المقذوفات البركانية ارتفاعاً خياليا يصل لنحو 35 كم في عنان السماء (أعلى من برج دبي ب 60 مرة)».