السيرة الذاتية والتي أصبحت سيرة وحكاية لبعض الذين يهتمون بها جداً ويدونون فيها كل شيء حتى وإن كان ما فيها لا يستحق التدوين !! لدرجة أن بعضها يكاد لا يختلف عن كتاب ضخم كله مملوء بالحبر والملح والصابون ،وحين تبحث عن ماذا أنجز في حياته تجده لم ينجز شيئاً سوى الوهم وبعض أصفار ولاشيء يُذكر .. فتسأل نفسك عن سيرته الذاتية وحين تتذكر أنها سيرة لا تنتهي أبداً منها أنه درس هناك وتخرَّج من هناك وعمل هناك وسافر الى هناك وجاء من هناك ،وظل هنا من تاريخ كذا الى كذا ومن ثم بعدها غادر أو لم يغادر من أجل الحصول على شهادة الدكتوراة من هناك ،وذلك يعني بالعربي الفصيح أنه لطش الشهادة ،فتضطر الى مغادرته وسيرته الى ما يهم الوطن ،والذي يهمه أن يجد في الرجل العقل والإخلاص والجد والمثابرة ، يهمه ماذا عمل وكيف أنجز وماذا قدم أو سوف يقدم للوطن !!!....،،، ابحثوا عن السيرة الذاتية في كل الأسماء التي خدمت البشرية ومنهم السير إسحاق نيوتن سوف تجدونها بضعة أسطر مقارنة بما قدم من خدمة للبشرية منها أنه كان عضواً لمجلس النواب في البرلمان البريطاني ، وكثيرون غيره وهم علماء أسعدوا الكون وأضاءوا الحياة بمخترعاتهم التي صُنعت التغيير ، وهنا يهمني أن أكتب لكم وكل الذين يحتفلون اليوم بسيرتهم الذاتية ويوزعونها في وسائل الإعلام وأدوات التواصل معتقدين أنهم بذلك يقنعون الآخر في أنهم هم الأكفأ وهم من يستحق الشكر والذكر ،والحقيقة إن الميدان والزمان هو من يحكم بمصداقية على كل ما يقدمه الإنسان في حياته وعلى قول المثل «الميدان ياحميدان «....،،،، (خاتمة الهمزة) ... أنا كمواطن لا أحتاج أن أقرأ السير الذاتية لأي مسئول ... ما يهمني هو أن يقرأ الوطن ماذا قدم له ... وهي خاتمتي ودمتم . تويتر: @ibrahim__naseeb [email protected]