كتبتُ قبل ثماني سنوات، عن صاحبة السمو الملكي الأميرة مضاوي بنت مساعد بن عبدالعزيز، مقالاً بعنوان: (بنت الحكومة مضاوي بنت مساعد)، قلتُ فيه: صاحبة السمو الملكي الأميرة مضاوي بنت مساعد بن عبدالعزيز، بنت الحكومة فعلاً، ذلك أنَّ سموِّها الكريم غير مكلَّفة بمنصب يتطلَّب منها ما تمارسه من متابعة الأحداث، وشؤون البلد وشجونه، بفعاليّة واتِّصال مباشر بالحدث وأبطاله، ومع هذا فحضورها النبيل، وسبقها للتعاطي مع قضايا البلد الحيويَّة أنموذجٌ فريدٌ لامرأةٍ ارستقراطيَّة، كان بإمكانها التفرُّغ لحياتها الشخصيَّة، والتمتُّع بما فيها من رفاهيَّة واستقرار، خصوصًا وهي سيِّدة أعمال أيضًا، وإحدى مؤسِّسات مركز (المناهل) أوَّل منتجع نسائي في العاصمة. فما الذي يخرجها من هذا الارتياح للبحث عن المحزونين، والتخفيف عنهم؟ وما الذي يجعلها تلحُّ في التَّواصل مع مآسيهم، دون ملل أو يأس؟ وما الذي يدفعها لدعم الجمعيَّات الخيريَّة ومشروعات رعاية الطفل؟ وما الذي يشغلها في هموم التعليم والمناهج؟ وما الذي يدفعها لمتابعة ما يُطرح على الصحف من هموم ومطالبات؟ لا شيء.. إلاَّ أنَّها بنت الحكومة، الحكومة الراعية والمسؤولة عن الرعيَّة! ولهذا فالحديث عن سموِّها الكريم لا يشعرني بقلق التلقِّي الذي عادةً يعتري الحديث عن الأمراء، والأميرات من تُهم التملُّق وما شابه.. ورغم أنَّ المقال -حينها- أوجع بعض محدثات النعم، ما دفع إحداهنَّ للتَّواصل معي لمهاجمتي، فقلت لها بالحرف: (أعمال الأميرة مضاوي، وتفاعلها مع هموم الناس، تستحقُّ مجلداتٍ لا مقالاً واحدًا! وإنْ أزعجك هذا)، اليوم بعد ثماني سنوات لم يتغيَّر شيء من قناعاتي، إلاَّ تأكيدًا.. فالأميرة مضاوي أيضًا خلال السنوات الثماني لم تزدد إلاَّ تعمقًا في توجهها السامي، ومواقفها النبيلة التي تبلورت في منتجات صندوق (ديم المناهل) لدعم المرأة السعوديَّة، ومساعدتها في امتلاك مشروعها الخاص، وممارسة العمل الحر، ثمَّ إطلاق مبادرة (ديمات) الوطنيَّة لتمكين المرأة السعوديَّة، وتنميتها تماشيًا مع رؤية 2030 وتحتوي على أكثر من برنامج متخصِّص في مجالات الاستثمار التنافسي بباقة مقدّمة من الصندوق تتمثَّل في (ديم تك) لدعم مشروعات تطبيقات التجارة الإلكترونيَّة، و(ديم ترك) لدعم المشروعات المتنقلة، و(ديم صحة) لدعم مشروعات الصحة واللياقة، و(ديم تنمية) لتنمية المهارات المهنيَّة لمستفيدات الضمان الاجتماعي، وتمويل امتلاكهنَّ مشاريعهنَّ الخاصة، و(ديم تصنيع) لدعم مشروعات الصناعات الخفيفة، والتصنيع الذكي، ليس هذا كل شيء، فديم المناهل، وديم الوطن مضاوي بنت مساعد تقدِّم الدعم بالتأهيل عن طريق تدريب المستفيدات على تطوير قدراتهنَّ، وصقلهنَّ بدورات دراسة الجدوى، وتطوير المشروعات، وتقديم الدعم اللوجيستي لهنَّ. أدام الله على الوطن الديم؛ لينهل المواطن من خير وطنه، أمَّا الامتنان لسمو الأميرة مضاوي فلا تستطيعه الحروف، لكن نسأل الله -عزَّ وجلَّ- أنْ يزيدها من فضله، ويجزيها خير الجزاء عن كل بيت، ومواطنة سقته المناهل، وديمها. @Q_otaibi [email protected]