حذر مسؤول أممي رفيع أمس الأربعاء من أن القسم الشرقي من مدينة حلب في شمال سوريا قد «يتحول إلى مقبرة ضخمة» فيما تحدثت التقارير عن فرار أكثر من 50 ألف شخص من القتال العنيف بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة، وفيما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة في نيويورك لبحث القتال في حلب، دعت المعارضة السورية الاممالمتحدة الى اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين. جلسة طارئة لمجلس الأمن عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا مساء أمس الأربعاء، بطلب من فرنسا للتباحث في الوضع المتدهور في شرق حلب، فيما دعت فرنسا الدول المعنية بملف الأزمة إلى اجتماع دولي حول سوريا في باريس في العاشر من ديسمبر، واستمع أعضاء مجلس الأمن ال15 إلى إحاطة بشأن الوضع في شرق حلب من المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إضافة إلى وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفان أوبراين. مبادرة ميستورا وقال دي ميستورا: إن هناك تقارير تفيد باعتقال مدنيين في حلب بزعم علاقتهم بالمعارضة المسلحة، مشيرًا إلى أن مبادرته بشأن حلب لا تزال مطروحة، وأضاف المبعوث الأممي: إن القتال في شرق حلب قد يستمر لأسابيع وبخسائر جانبية فادحة، مشددًا على أن المجتمع الدولي يجب أن يدعو الأطراف لاحترام القانون الدولي في حلب، من جانبه، قال أوبراين: إن أطراف النزاع في سوريا تتجاهل اتفاقات جنيف بشكل كامل، مشيرًا إلى أن أعمال العنف لم تقتصر على شرق حلب، بل هناك قتل للمدنيين في غرب المدينة أيضًا، وأضاف أوبراين: إن قوات النظام السوري تعتقل مدنيين بشكل جزافي للاشتباه بعلاقتهم بمسلحين، مشيرًًا إلى أن جميع المستشفيات في حلب تعرضت للقصف مرات عدة، أما السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سامنثا باور، فاتهمت النظام السوري وروسيا بتزييف الحقائق بهدف التشكيك فيما يحدث في حلب. لا يمكن الصمت عن المجازر من جهته، قال السفير الفرنسي في الأممالمتحدة، فرنسوا ديلاتر: «إن باريس وشركاءها لا يمكنهم البقاء صامتين إزاء ما يمكن أن يكون واحدة من أكبر المجازر بحق مدنيين منذ الحرب العالمية الثانية»، بدوره أعلن نظيره البريطاني، ماثيو رايكفورت، أن لندن «تحض النظام السوري وروسيا على وقف القصف والسماح بدخول المساعدات الإنسانية»، موضحًا أن الأممالمتحدة «لديها خطة» لإغاثة السكان في شرق حلب وإخلاء الجرحى، وأن «المعارضة» وافقت على هذه الخطة. وتابع قائلًا: «لذلك أطلب من روسيا أن يوافق النظام السوري عليها». اجتماع دولي حول سوريا وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت الأربعاء، أن اجتماعًا يضم الولاياتالمتحدة ودولًا أوروبية وعربية «ترفض منطق الحرب الشاملة» في سوريا، سيعقد في العاشر من ديسمبر في باريس، وقال إيرولت بعد اجتماع لمجلس الوزراء الفرنسي: «سأجمع في العاشر من ديسمبر المقبل في باريس الدول الأوروبية والعربية والولاياتالمتحدة، التي تدعم حلًا سياسيًا في سوريا وترفض منطق الحرب الشاملة»، وأضاف: «آن الأوان ليستيقظ المجتمع الدولي لأن المأساة جارية أمام أعيننا»، وتابع إيرولت: «لسنا شركاء بشار الأسد، ولا تهاون معه»، فيما يمكن اعتباره ردًا ضمنيًا على مرشح اليمين الفرنسي إلى الانتخابات الرئاسية فرنسوا فيون الذي تحدث عن وجوب التحاور «مع الجميع» في سوريا، بمن فيهم رئيس النظام السوري وحليفته روسيا. مشروع قرار ثلاثي مرتقب بخصوص سوريا في مجلس الأمن أفادت تقارير اعلامية في نيويورك بأن مشروع قرار ثلاثي قدمته مصر وإسبانيا ونيوزيلندا سيطرح باللون الأزرق في مجلس الأمن لوقف النار في حلب لمدة 10 أيام، وذكرت مصادر دبلوماسية أنه ليس واضحًا ما إذا كان القرار سيحصل على دعم روسيا، خصوصًا على ضوء التطورات المتسارعة ميدانيًا في سوريا، ومن المتوقع أن يتم التصويت على القرار في غضون 24 إلى 48 ساعة. خطوات فورية طالب الائتلاف السوري المعارض الاربعاء الاممالمتحدة باتخاذ خطوات «فورية» لوقف الهجوم «الوحشي» على المدنيين في مدينة حلب، متهما النظام السوري وحلفاءه بتحويل الاحياء الشرقية الى «تابوت حقيقي»، وفق ما أورده في رسالة وجهها الى المنظمة الدولية، وناشد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة في رسالته الأممالمتحدة ب»اتخاذ خطوات فورية وحاسمة لحماية المدنيين في حلب ووقف الهجوم الوحشي على المدنيين فيها، من خلال إجبار نظام الأسد على الالتزام ببنود وقف الأعمال العدائية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والطبية لمدينة حلب بشكل فوري وبدون عراقيل ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم». أردوغان وبوتين يبحثان الوضع في حلب توافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي الأربعاء على «تسريع الجهود» لوضع حد للمعارك المتواصلة في حلب والسماح بإدخال المساعدات الانسانية الى المدينة، وفق ما نقلت وكالة أنباء الأناضول، وقالت الوكالة الحكومية: إن الرئيسين «توافقا على تسريع الجهود لوضع حد للمعارك في حلب والسماح بإيصال المساعدة الإنسانية إلى المدنيين الموجودين في المدينة». وأكد الكرملين في بيان أن اتصالًا جرى بين الرئيسين «بمبادرة من الجانب التركي»، لافتًا الى أن الجانبين «واصلا تبادل وجهات النظر حول المشكلة السورية بما فيها الوضع في حلب»، وهذه المباحثات الهاتفية بين اردوغان وبوتين هي الثالثة في أقل من أسبوع. والأربعاء، أعلنت روسيا أنها تنتظر توضيحات من تركيا بعدما أكد أردوغان الثلاثاء أن التدخل العسكري لبلاده في شمال سوريا يهدف إلى «إنهاء حكم الطاغية» بشار الأسد، ولم يوضح الكرملين ولا وكالة الاناضول ما اذا كان الرئيسان قد تطرقا الى هذا الموضوع. إيران: أردوغان لا يقدر على الإطاحة بالأسد رأى رئيس الشؤون السياسية في الحرس الثوري الإيراني العميد رسول سنائي راد الأربعاء، أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان «ليس لديه القدرة الكافية» للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعد تصريحات لأردوغان عن أن أحد أهداف عملية «درع الفرات» وتدخل قوات بلاده في سوريا هو «إسقاط الأسد». وقال العميد سنائي راد: «لو كانت تركيا تملك هكذا قدرة لكانت نجحت في الماضي في تشكيل منطقة عازلة»، مضيفًا: إن على أردوغان اليوم الرد على الرأي العام في بلاده الذي يفكر في نتيجة التدخل المكلف في سوريا منذ عدة سنوات». مقتل عشرات المدنيين واصلت قوات النظام هجومها على الأحياء الشرقية بعد التقدم السريع الذي أحرزته بسيطرتها منذ السبت على كامل القطاع الشمالي، وقتل الأربعاء 26 مدنيًا على الأقل في شرق حلب وثمانية في غربها، وبعد سيطرتها على أكثر من ثلث الأحياء الشرقية منذ السبت، تواصل قوات النظام السوري وحلفاؤها تقدمها باتجاه القطاع الجنوبي من هذه الأحياء، بهدف استعادة السيطرة على كامل المدينة، وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بتقدمها الأربعاء داخل حي الشيخ سعيد في جنوبالمدينة في موازاة استمرار الاشتباكات في حيي طريق الباب والشعار، وقال مراسل لفرانس برس في القطاع الجنوبي للأحياء الشرقية: إن القصف المدفعي كان عنيفًا الأربعاء مع تساقط القذائف «كالمطر». المزيد من الصور :