طلب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الثلاثاء، عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي «فوراً» إزاء «الكارثة الإنسانية» في حلب بشمال سوريا، من أجل «النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الإغاثة لسكانها».فيما أكد كبير مفاوضي المعارضة السورية أن خسارة الجزء الشرقي من المدينة، الخاضع لسيطرة المعارضة، لن تعني انتهاء المعركة ضد الأسد. ومن بروكسل، أكد ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأمميلسوريا، على ضرورة العمل على تشكيل حكومة سورية شاملة بغض النظر عن المعارك في حلب، مشيرا إلى أن هزيمة داعش تكون فقط بوجود حكومة تشمل الجميع، فيما أوضح ستيفن اوبراين، أن حوالي مليون مدني محاصرون في سوريا، مبديا أسفه لعجز المجتمع الدولي عن التحرك أمام تلك الأمور المروعة . وشدد كبير مفاوضي المعارضة السورية جورج صبرا، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.)، على أن خسارة حلب تعني أن الأمل بالتوصل إلى اتفاق سلام أضحى أكثر صعوبة، ولكنه أكد أن خسارة حلب «لن تكون نهاية للثورة». وقال: إن «حلب مدينة مهمة للثورة، إلا أنها ليست آخر مكان»، مضيفا:«لدينا الآن العديد من المناطق تحت سيطرة الجيش السوري الحر». ومن المقرر عقد محادثات بشأن سوريا الثلاثاء، في مجلس الأمن الدولي، ولم تؤكد الخارجية الفرنسية إن كان الاجتماع هو نفسه. يأتي ذلك مع إعلان مركز المصالحة الروسي في قاعدة «حميميم» في ريف اللاذقية، أمس الثلاثاء، عن استعادة حليفه الأسد ل14 حيا بشرق حلب وخروج نحو 9 آلاف من السكان منها. مشيرا إلى أن الأحياء المستعادة تمثل 40% من مساحة المناطق الشرقية من المدينة. إلى ذلك، ناشدت الأممالمتحدة بوقف قصف شرق المدينة والسماح بعبور المعونات الإنسانية.بينما أشار نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي فلاديمير دفوركوفيتش، إلى أن موسكو تعتزم شحن مساعدات إنسانية من القمح إلى سوريا قريبا. دون تحديد للمستفيد من تلك المساعدات إن كان حليفه الأسد، أو المدنيين المحاصرين. وفي تلك الأثناء، ووفق ما أعلن رئيس العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة ستيفن اوبراين، فر حوالى 16 ألف شخص من شرق حلب الأيام الماضية إلى أحياء أخرى من المدينة، واصفا الوضع في الشطر الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في ثاني المدن السورية بأنه «مقلق ومخيف». وقال اوبراين في إعلان خطي: «إنني في غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب». وفي السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بمقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة وفقد عشرات آخرين، جراء تجدد القصف الجوي على حي باب النيرب بالمدينة. وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه: إن القصف استهدف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي والقصف من الطائرات الحربية؛ أحياء الشعار وضاحيتي الراشدين الرابعة والخامسة والقاطرجي وضهرة عواد والميسر وطريق الباب والمواصلات القديمة. ومن جهته، قال آيرولت في بيان: «ثمة حاجة ملحة أكثر من أي وقت لتطبيق وقف الأعمال الحربية، والسماح بوصول المساعدة الإنسانية بدون قيود». فيما وجهت الأممالمتحدة نداء عاجلاً إلى أطراف الصراع في سوريا لوقف القصف في شرق المدينة، والسماح بعبور مساعدات إنسانية إلى المحاصرين. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك: إن أحياء حلب الشرقية لم تتلق مساعدات منذ أوائل يوليو، مشيراً إلى نفاد الحصص الغذائية ومخزونات وكالات الإغاثة الأخرى. كما عبّر دوجاريك عن قلق الأممالمتحدة البالغ حيال مصير نحو 275 ألفا من المدنيين في شرق حلب يعيشون في ظروف وصفها بالمروّعة. ووصف الناطق باسم الدفاع المدني في حي الأنصاري إبراهيم أبو الليث الوضع في شرق حلب ب«الكارثي». وقال لفرانس برس بصوت متقطع: «هذان أسوأ يومين منذ بدء الحصار، النزوح جماعي والمعنويات منهارة». وأضاف: «تنام الناس على الأرض، لا مأكل ولا مشرب ولا مأوى أو ملجأ»، مضيفا بغضب: «قولوا لنا، إلى متى سيبقى العالم ضدنا؟». وتخوض قوات النظام حاليا معارك عنيفة في حيي الشيخ سعيد والشيخ لطفي في جنوبالمدينة. وقتل في شرق حلب، الإثنين، 18 مدنيا. ومنذ بدء الهجوم الأخير عليها منتصف هذا الشهر، أحصى المرصد مقتل 247 مدنيا، بينهم 27 طفلا، جراء القصف والغارات، ومن شأن خسارة المعارضة لحلب أن تشكل خسارة للدول الداعمة للمعارضة، وأن تقوي روسيا وإيران الداعمتين للنظام.