واصل سلاح الجو السوري أمس الأربعاء، قصفه المكثف لأحياء شرق حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، فيما يحاول مدنيون الفرار من المدينة بشتى الوسائل أمام تقدم القوات النظامية. وفيما يبدو المجتمع الدولي عاجزا عن إحباط عزم دمشق وحليفتيها موسكو وطهران على استعادة حلب التي تعد جبهة الصراع الرئيسة في سوريا، أعلنت فرنسا عقد اجتماع مطلع شهر ديسمبر المقبل يضم الدول الغربية والعربية الداعمة للمعارضة. مدنيون يحاولون الفرار من أحياء حلب المحاصرة قوات النظام تواصل قصف حلب وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت: «لا بد من أن تكف الأسرة الدولية عن غض النظر. فما يجري هناك واقع رهيب والتحرك أمر ملح»، وذلك بعد نحو أسبوع من إطلاق النظام السوري لهجوم واسع من أجل استعادة الأحياء الشرقية لمدينة حلب، حيث يقطن نحو 250 ألف مدني يخضعون لحصار خانق. وفي الأحياء الشرقية لمدينة حلب، «تجمعت مئات العائلات مساء الثلاثاء بالقرب من ممر يصل حي بستان الباشا للعبور نحو حي الشيخ مقصود»، حسب ما ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس. وأضاف «أن إطلاق نار سجل فيما كان المدنيون يحاولون العبور إلى الجهة الثانية»، مؤكدًا أنه استقى معلوماته من مصادر ميدانية من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. واتهمت فرنسا الحكومة السورية وحلفاءها باستغلال حالة الغموض السياسي في الولاياتالمتحدة لشن «حرب شاملة» على المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في البلاد. وقالت: إن الدول التي تتخذ موقفا مناوئا للرئيس السوري بشار الأسد ستجتمع في باريس قريبا. وسيجري تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير ومن غير المتوقع أن تقوم الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها بدور نشط في سوريا، بينما تستعد لتسليم السلطة. وأبدى دبلوماسيون أوروبيون قلقا من أن الأسد قد يتشجع بتعهدات ترامب لإقامة علاقة أوثق مع روسيا حليف سوريا. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو للصحفيين بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة: «هناك مليون شخص محاصر ليس فقط في حلب وإنما في حمص والغوطة وإدلب وذلك هو حقيقة الوضع في سوريا. وذكرت صفحة محافظة حلب الرسمية على فيسبوك أن «10 أشخاص تمكنوا مساء الثلاثاء من الخروج من أحياء حلب الشرقية معظمهم من النساء والأطفال» وكان في استقبالهم المحافظ. وألقت مروحيات النظام الثلاثاء مناشير تدعو مقاتلي الفصائل المعارضة إلى مغادرة المدينة. كما طالب الجيش المقاتلين في بيان بالسماح «لمن يرغب من المواطنين بالمغادرة». ونفى مسؤول في حركة نور الدين الزنكي المعارضة المسلحة، في تصريح لوكالة فرانس برس وجود أي محاولة لمنع المدنيين من المغادرة. وقال عضو المكتب السياسي للحركة يوسف اليوسف: «لا أساس من الصحة لهذه المعلومات.. النظام يحاول بشتى الوسائل نشر الشائعات للإساءة إلى تصميم الثوار ومؤيديهم من السكان في حلب»، وأحرزت القوات النظامية التي تشن هجوما عنيفا على الأحياء الشرقية لحلب منذ أسبوع تقدما سريعا نحو الأحياء الشمالية الشرقية وخصوصا في مساكن هنانو، و»باتت تسيطر على نصفها تقريبا»، بحسب عبدالرحمن. وتسمح السيطرة على مساكن هنانو للنظام بفصل القسم الذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة إلى قسمين، وذلك بعزل الشمال عن الجنوب. وأسفر القصف الجوي والمدفعي على الأحياء الشرقية عن مقتل 143 مدنيا بينهم 19 طفلا في أسبوع، فيما قتل 16 مدنيا بينهم 10 أطفال نتيجة إطلاق الفصائل المقاتلة قذائف على الأحياء الغربية، بحسب المرصد. وضاعف تقدم القوات الحكومية نحو الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة من معاناة السكان الذين لم يتلقوا مساعدات منذ 7 يوليو. واستنكر منسق المساعدات الإنسانية لدى الأممالمتحدة ستيفن اوبراين اللجوء إلى استراتيجية الحصار في سوريا التي باتت تطال نحو مليون شخص، معتبرا أنها «شكل عنيف من العقاب الجماعي». وقال: إن السكان في هذه المناطق «معزولون وجياع ويتعرضون للقصف ومحرومون من المساعدة الطبية والرعاية الإنسانية بهدف إجبارهم على الخضوع أو الفرار».