في عالمنا الذي نعيش والذي تحول إلى قرية صغيرة بمعنى الكلمة تتباين فيه الأجناس والأعراق والألوان والديانات والمذاهب والمعتقدات ولكن يبقى المشترك الإنساني هو القاسم المشترك. الأرض تجمعنا في كل مكان تجد تجمعات بشرية من كل الجنسيات ولكن كيف يتعامل هؤلاء البشر مع بعضهم البعض هل ستبقى اللغة السائدة بينهم هي المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل أم ستحكمهم لغة الغابة والقوي يأكل الضعيف؟ من أكثر المواقف إيلامًا أن يوشي بك أحد عند شخص آخر لحاجة في نفسه لينتقص من شأنك وليدمرك نفسيًا واجتماعيًا والمصيبة إن تسربت هذه التصرفات غير الأخلاقية في بيئات العمل. آلمني كثيرًا وجع إحدى الصديقات لتعرضها لموقف ما يثير حولها الشبهات وينتقص من مهنيتها والمصيبة أنها لا تعرف من الذي قام بطعنها في ظهرها وهي لا تعلم لكن الله يعلم. البيئات الاجتماعية التي تخترق بأخلاقيات غير سوية بيئات مدمرة تقتل في داخلك مشاعر الأمان والمحبة والألفة وتقتل لديك الرغبة في العطاء ويصبح محور حياتك يتركز في محاولة معرفة من هم الأشخاص الذين ارتدوا عباءة الشيطان ليكونوا بيننا. عندما كنت معلمة يومًا ما تعرَّضت لمواقف صعبة في بيئات العمل التي يختلط فيها أعراق كثر من بيئات مختلفة لكن مديرة المدرسة كانت من أكثر الشخصيات التي قابلتها في حياتي وعيًا ورقيًا إنسانيًا لا تتعامل معنا على أساس عرقي أو مذهبي بل من جانب مهني بحت لا تسمح إطلاقًا بأن يعلو صوت الأحقاد والتصنيفات، نحن يدٌ واحدة من أجل هدف سامٍ وراقٍ وهو تربية الأجيال وتوثيق العلاقات الإنسانية الراقية التي أمرنا بها الله ورسوله لتكون واقعًا نعيشه. لا تعاملني على أنني ابن منطقة بعينها أو انتمي لمذهب معيَّن أو أن لوني يختلف عنك، أنا ابنة هذه الأرض المحك الحقيقي عند الله (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وفي بيئة العمل المعيار هو الكفاءة والإنجاز والمهارة التي امتلكها والخبرة التي اكتسبتها من سنوات قضيتها في عملي وكلها تشهد من أنا ومن أنت.. هل يعي المجتمع أن المرحلة التي نعيشها تريد الكفاءات والقدرات المتميزة رجالًا ونساء بعيدًا عن التسلط الذكوري أو النسوي على حد سواء؟. لا تحكم على الآخرين لأنهم ليسوا على هواك أو لأنهم متميزون وتخشى أن يغطي إنجازهم على حضورك ومركزك الذي اعتليته لسبب ما قد يكون لمحاباة أو معرفة أو انتماء لأفكار معينة كانت على هوى من ولاك ونصَّبك على من هو أفضل منك. أرجوكم الوطن يريد منا الحب والانتماء والتعايش والتسامح بقلوب واعية وأفكار نيرة، نريد بناء الوطن وتحقيق رؤيته بتجرد كامل عن المصالح الشخصية. إليكِ يا من وقعت تحت طائلة الظلم والقهر والكيد البشري اصبري واحتسبي فالله لا يضيع أجر من أحسن عملًا. [email protected]