مفردة الدلع أصبحت موضة هذه الأيام، فقد انتشرت خلال الفترة الأخيرة بشكل غير معقول ومن شخصيات مختلفة ومن مواقع مختلفة، فأدلوا بدلوهم فينا، فأحدهم صدح بها وهو يجوب الشوارع في سيارته الفارهة ليرفه عن نفسه مما يراه من هؤلاء المدلعين، ونطق بها آخر وهو متمدد في قصره المشيد والخدم والحشم يحيطون به من كل مكان يرفهون عنه مما أصابه منا، أما الثالث فبعد أن تأخر سفره لأوروبا هو والعائلة، فقد طفح به الكيل من دلع المتقاعدين وجلستهم في البيت والتفكير في السفر إلى أبها أو الباحة للسياحة. وأعتقد أن الدلع في عرف هؤلاء يختلف عن ما نعرفه، فنحن نعرف أن المدلع هو الذي طلباته مجابة والخدم بالعشرات في خدمته ويصيف في أوروبا ويشتي في ما وراء البحار، وكل سنة في بلد حتى لا يزهق، وكل ما زهق ركب طيارته وسافر، ليس مثل المدلعين أمثالنا إذا زهقوا ركبوا الهايلكس وراحوا يكدون فيها. يا سادة هؤلاء المدلعين الذين تتحدثون عنهم، هم من يكدون ليل نهار لتأمين لقمة العيش لأبنائهم، هؤلاء هم الذين علموكم في المدارس وعلموا أبناءكم، هذا إذا كانوا يدرسون في المدارس الحكومية، هؤلاء المدلعين هم الذين يخدمون في كافة قطاعات الدولة خدمة لوطنهم وقيادتهم بدون منة بل بكل فخر واعتزاز. أما المتقاعدين فعلى ماذا يتدلعون، على الرواتب العالية والمميزات المتنوعة، من التذاكر وبدل السكن والسيارات التي يحصلون عليها؟ لا وحاسدهم على صحتهم، اسمع ماذا يقول عضو مجلس الشورى كردي في تصريح استفزازي «منح مزايا تتسم بالكرم الزائد للمستفيدين من صندوق التقاعد» و»زيادة أعمار المستفيدين من الصندوق حيث تتراوح ما بين ال70 وال80 عامًا» إضافة إلى «زيادة اهتمام الناس بصحتهم مما يسهم في زيادة الأعباء المالية على الصندوق»، يعني تريدنا أن نموت من أجل لا تزيد الأعباء، خاف ربك يا رجل، ما نأخذه من مرتبات لا يساوي 5% مما تتقاضاه من الدولة، وحاسدنا على صحتنا وعلى حق مكتسب لنا بعد خدمة قد تصل إلى أربعين عامًا. نغمة الدلع هذه زادت عن حدها ويجب أن يحاسب كل من يحاول الإساءة لأبناء هذا الوطن، فنحن لم ننشد حلولا لمشكلاتنا من أمثال هؤلاء، فالوطن والمواطن في أيد أمينة بيد «سلمان الحزم» وولي عهده وولي ولي عهده، ومن هنا نحن مطمئنون، وكلنا ثقة بأن همومنا ومشاكلنا حلها من أولويات القيادة. t:@Sahfan_Press [email protected]