تأخذ لعبة «البلوت» ساعات كثيرة من حياة الناس في بلادنا، ويفقد مجتمعنا ساعات أكثر مع «الآيفون» ووسائل التكنولوجيا الحديثة، التي أصبحت معنا على الدوام، تلازمنا في خلواتنا واجتماعاتنا ونحن نقود السيارة وفي أوقات العمل ودور العبادة. وحديثي عن الجانب السلبي لهذه الوسائل وليس عن الجوانب الإيجابية. * ذات يوم سألت أحد المصابين بهذا المرض من أعضاء «جروب ستيني»، أي مجموعة من ستين ناشطًا من مشارب متعددة، منهم من يحمل أعلى الشهادات وأرفع المناصب، عن الموضوعات المتداولة بين أعضاء هذا الفصيل، والتي تشغل بالهم وتنسيهم أنفسهم.. ولم ينتظر.. كان صريحًا وهو يفتح لي شاشة محمولة، يردد لا شيء مفيد.. ضياع للوقت وتدمير للعقل وثرثرة سخيفة. وشعرت بحزن وأنا أقرأ بعضًا من تلك التفاهات.. أكاد لا أصدق وأنا أمعن النظر في وجه الرجل. وشعرت بخيبة أن ينشغل القوم عندنا صغارًا وكبارًا على مدار الليل والنهار بتعليقات، بعض منها يخدش الحياء. ويعترف صاحبنا أنه منذ أن تعلق بهذه الوسائل وبالصورة الممجوجة التي يمارسها مع ربعه، انقطعت صلته بالقراءة، وضعفت علاقته بأسرته الكريمة، ومع المجتمع أيضًا. * ويُقال إن هذا المرض، أخذ ينتشر في المدارس والجامعات، على شكل وباء، وتعاملت الجزائر معه باعتباره كذلك، وافتتحت قبل شهر مستشفى لاستقبال هذا النوع من المرضى!!