منذ خروجه للشاشة كان جاد شويري الذي يقدم نفسه كمخرج وملحن ومؤخراً كمطرب يسعى جاهداً لأن يكون اسماً معروفاً بغض النظر عما يقدمه، شويري- كما هو واضح- مهووس بالشهرة إلى حد المرض فهو لم يستطع الاكتفاء بإخراج أغاني الفديو كليب التي اشتهرت بخروجها الممجوج عن حدود ما تستوعبه ثقافة المجتمع العربي المحافظة عبر استغلال جسد المرأة والإيحاءات الجنسية التي هي أرخص الطرق للوصول، ولأن المخرج مهما قدم فهو لن يتمكن من ان يكون وجها معروفاً كما هو الحال مع المطرب، فقد قرر ان ينتقل من الاخراج الى الغناء بنفسه رغم صوته المخنوق الذي لا يؤهله حتى للغناء في الحمام، يدفعه إلى ذلك الذائقة المتدنية لدى الجمهور التي لم تعد تحفل كثيراً بجودة الصوت. هوس شويري بالشهرة لم يتوقف عند وضع رقم هاتفه الجوال في أول فيديو كليب قدمه مسبوقاً بكلمة (كلمني) بل تجاوزه إلى حدود لا يمكن التغاضي عنها من خدش لأبسط صور الحياء متناسياً أن ما يقدمه عبر الشاشة يصل إلى ملايين المنازل التي يقطنها أطفال ومراهقون في مجتمعات تعاني من متناقضات لا ينقصها ما يقدمه شويري المهرج أمامهم وكانت آخر تقليعات جاد شويري السخيفة هي القبلة الساخنة التي تضمنها الفديو كليب الآخير مصحوبة بكلمات تحض على التمرد من قبيل «أنا حر وأعمل ما بدا لي» ما يستدعي وقفة حازمة في وجهه لكي يعرف أن هذه الحرية التي يزعمها ليس مكانها التلفزيون وان ما يمكن أن يبدع فيه فعلاً هو اخراج الأفلام الاباحية التي سيجد نفسه فيها ولا شك. ما يقدمه هذا المغني السطحي يحتاج إلى إعادة حسابات إذ لا يجب أن نقدم القيم التي تربى عليها أطفالنا سلما يدوس عليه ليحقق هدفه الفردي ويصل للشهرة. ما لايفهمه شويري الذي يتذرع بأن هذه حرية شخصية هو أن مايقدمه للمتلقي العربي بثقافتة المحافظة يوازي عرض فيلم جنسي في قناة مخصصة للأطفال في امريكا وأوروبا! ذلك أن اولئك المتحضرين يعرفون تماماً ما يعرض ومتى يعرض وفي أي القنوات يكون تقديمه، فالقنوات الكندية على سبيل المثال وهي التي تقدم موادها إلى مجتمع ذي ثقافة منفتحة جداً مقارنة بمجتمعاتنا تلتزم بقطع الكلمات السوقية من جميع البرامج ولاتسمح بها إلا في البرامج التي تبث في ساعات الليل المتأخرة لضمان أن يكون أغلب المشاهدين الصغار قد خلدوا للنوم، كما يلتزمون بتقديم تحذير للوالدين يسبق البرامج التي قد تتضمن ما يخدش الحياء أو يؤثر على أخلاقيات الأطفال والمراهقين. ما يقال في حق هذا المغني ينسحب على غيره من المطربات من أمثال هيفاء وهبي وروبي وغيرهن اللاتي يتزاحمن في شاشاتنا لتقديم عروض لأجسادهن مصحوبة بموسيقى يطلقن عليها (فيديو كليب) ما يتطلب وقفة حازمة أمام القنوات المختصة بتقديم هذا النوع من الأغاني لمنع ظهور هذا الغثاء من قبل المسؤولين عن عرب سات ونايل سات حتى لو اضطر الأمر إلى التحرك على مستوى الحكومات للتدخل ووضع آلية لمراقبة ما يتم بثه فإن لم يكن فنحن مسؤولون مسؤولية تامة عن حفظ أعين أطفالنا ومراهقينا من مشاهدة هذه الأستعراضات المقززة وهذا الابتذال لجسد المرأة! [email protected]