فى محيطنا، وتقريبًا قريبًا منَّا، حرصت الأنظمة الفاشلة في سورياوالعراق، والمخلوع في اليمن مع الانقلابيين، إلى جعل مصالحها قوَّة تحرق من خلالها الأخضر واليابس! فخرجت من الدور الحقيقي للقيادة المسؤولة عن استقرار أوطانها، وأمن شعوبها، إلى وباءٍ يفتك بكلِّ مَن يقترب منه. حين غلَّبت الأنظمة الفاشلة سياسة المصالح على كرامة الإنسان وحقوقه، سعت بكل جهدها إلى أن تكون قوة تتفنن في جذب الحروب الطاحنة فوق أرضها، شاءَ مَن شاء، وأبَى مَن أبى. رغم الصراعات المحدقة بشعوب الشتات في سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، والتدهور الإنساني الذي كبَّل المطالب، يقرُّ قانون الغاب تبجُّحًا أنَّه يُحارب الإرهاب!! ولم نعدْ نعلم وسط دوائر الصراع المحموم أيُّهم قابيل القوم من هابيلهم؟! باتت اليوم تلك الأنظمة الغاشمة الملاذ الآمن لكلِّ ساقطٍ ولاقطٍ، بدءًا بالاحتلال الصفويِّ في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن اليوم، وفي استخفاف بالعقول حلَّت روسيا على خارطة الاقتتال بكل قوَّتها وعتادها، بحجَّة محاربة الإرهاب أيضًا! أقدم «نيرون» -آخر أباطرة روما- على حرقها، بهدف إعادة بنائها، وتحقيقًا لهذا الهدف أبادَ الكثير من شعبه حرقًا. اليوم يعيد التاريخ نفسه في غير الزمان والمكان، فقد اتَّفقت الأنظمة الفاشلة، والقوى الماثلة على أرضها على تبنِّي نظرية «نيرون»، وكان قرار التسوية!! تسوية تلك الدول وشعوبها بالأرض!! كان المفتاح السحري لحلِّ كلِّ هذه الأزمات جملةً واحدةً.. غاب عنهم أن «نيرون مات، ولم تمت روما»!! من نفس خُرم الإبرة ذاته، صَدَّرَتْ تقارير مبعوثي الأممالمتحدة للعالم أجمع الصورة التي رسمتها، وكانت أبلغ بطشًا بالشعوب من الحرب نفسها!! خبرٌ من هنا، ومشهدٌ من هناك.. ومحادثاتٌ فوق طاولات، مستديرة مرَّة، ومُربَّعة أخرى.. أيادٍ تُلوِّح، وأفواهٌ صامتة.. فجهينةُ أعلم منَّا بيقينها!!. النظام.. حمامة سلام!!. المشاهد.. لم تكن سوى فيلمٍ حربيٍّ يُعرض في صالة سينمائيَّة!!. الشعوب التي تُباد.. ما هي إلاَّ مخلوقات فضائيَّة!!. الأحداث.. كانت على كوكب آخر غير الأرض!!. كانت سياسة التغييب والتغليب، تلك الهوة الساحقة التي ابتلعت تلك الشعوب في قاعها قسرًا، وفرضيَّة الدور الملموس ماتت في مكانها.. والكل لم يُدرك بعد أنه كي يرى الصورة أكثر وضوحًا، عليه أن يقف بالمقلوب.. ويتكلم عِدِل. [email protected]