«طرمبة طرمبة.. وزبادي شربة.. ونبينا محمد.. إن شاء الله نزوره.. وعدنان ولينا ركبوا السفينا.. راحوا المدينة.. وبنت المجنونة جابت الليمونة..»، ما سبق هي أهازيج شعبيَّة يردِّدها الأطفال في ملاهي العيدروس بالمنطقة التاريخيَّة بجدَّة أيام العيد، فهي أشبه بوقود تلك الألعاب اليدويَّة على امتداد أكثر من 7 عقود. فعلى وقع الأهازيج الشعبيَّة تستقبل برحة العيدروس، والتي تقع في منطقة باب مكةجنوبجدة، الأهالي بعد صلاة العيد مباشرة، ولأربعة أيام، حيث استطاعت ملاهي العيدروس الشعبيَّة جذب العديد من السكان، خلال أيام الأعياد على الرغم من بساطتها؛ كونها تقع في منطقة مفتوحة، كما لم يعد الحرص على زيارتها مقتصرًا على الأطفال فحسب، بل تجاوزه إلى الآباء، وذلك لارتباطها بطفولتهم، وذكرى أعياد الماضي، كما تتفرد ملاهي العيدروس بالألعاب اليدويَّة، التي قاومت التقنية لأكثر من 7 عقود، حيث تعلّق الزينة، وأنوار الإضاءة معلنةً الاستعداد التام لاستقبال الزوَّار. سليمان أبو تركي، وتوفيق عليان مالكان لعدد من الألعاب في العيدروس: منذ أكثر من 20 عامًا، ونحن ننتظر موسم العيد، حيث نقوم بتركيب الألعاب والتي كانت قديمًا من الخشب، وأصبحت الآن من الحديد، حيث تضم الملاهي حوالى (15) لعبة مختلفة، أبرزها (الشقليبة، بساط الريح، الشبح، المراجيح، الدويرة)، وتعتمد في تشغيلها على الدفع اليدوي من قبل العمالة، والتي يقدر متوسط عددهم بحوالى (30) عاملاً، فكلَّما ارتفع صوت أهازيج الأطفال البريئة، وهم ينشدون ويطربون بالعيد السعيد، كلَّما زادت فرحتهم بتلك الألعاب، مشيرين إلى أن طاقتها الاستيعابيَّة في الساعة الواحدة حوالى (150) طفلاً وطفلة. وأضافا: العيدروس ليست مجرد برحة، هي أشبه بمدينة ترفيهيَّة، ولكن بنكهة شعبيَّة، حيث تضمُّ أيضًا مسارًا خاصًّا للجِمال، والخيول، وبعض الدبابات؛ لذا فهي مزار سنويّ لكثير من العائلات، سواء الميسورة منها، أو ذات الدخل المحدود»، لافتين إلى أنَّ تكلفة اللعبة الواحدة لا تتعدَّى الريالين فقط، أمَّا أجرة ركوب الخيل، أو الجِمال فهي تتراوح بين 10-20 ريالاً للمسار الواحد. وفي أحد جنبات البرحة شدَّنا منظر العم صالح العمودي، وهو مصطحب معه ابنه وأحفاده، حيث يحرص على زيارة (العيدروس) كل عيد، ليتذكَّر أيام شبابه، وطفولة ابنه حينما كان يأتي به في الأعياد ليلهو ويلعب مع أقرانه، وهو اليوم يصطحب طفله، مبينًا أنَّه لا يمكن أن يتذوَّق فرحة العيد ما لم يأتِ هذه الملاهي التي تفوح أرجاؤها بذكريات الزمن الجميل. المزيد من الصور :