دخلت بلاد الشام الشقيقة ( سوريا ) منذ 5 سنوات في مسار عنيف وتدمير ضد المدنيين العزّل موازٍ للثورة السورية السلمية التي نادت بتغيير النظام الطائفي المستبد سياسياً ،الفاسد إدارياً ومالياً ، دخلت بسبب ذلك في حرب إجرامية غير متكافئة شنها النظام الطائفي المدجج بالأسلحة والعتاد والتعداد ليس للتصدي لإسرائيل ولكن لإعادة هندسة التركيبة السكانية للشام بما يضمن للنظام الفوز في أي «انتخابات» من ناحية ولحراسة الحدود الإسرائيلية وليس للمطالبة بإعادة الجولان السليب ، و لتسهيل الدور الرئيسي لإيران الراغبة في الهيمنة الإقليمية ببسط ولاية الفقيه على المنطقة ، وتمهيداً للدور الغربي المرسوم للمنطقة العربية والإسلامية ككل والتي يتم تقسيمها حالياً بخطوات واضحة لما يسمى بالفوضى الخلاقة تمهيداً لتتويج إسرائيل على المنطقة ،إسرائيل الكبرى وهيمنتها على ثرواتها . هذا التصور مبنى على الدراسات الصهيونية كموقع جغرافي وساحات للقتال الذي سينشأ بين الأمة المسلمة جمعاء وبين العالم الغربي نيابة عن إسرائيل ، وواضح كم تغيرت التركيبة السكانية لسوريا وإن لم يتكشف حجم الجريمة بدقة لأعمال الإبادة لأهل السنة بسوريا و هي بالملايين أو عند أقل التقدير بمئات الألوف بعد أن كان تعدادهم النسبي لا يقل عن 85% قبل أن تنفذ فيهم أعمال الإبادة الجماعية وكذلك التهجير إلى أوربا وعدد من البلدان الإسلامية المجاورة ، فالنظام أشد عداء للسوريين من دوائر أعداء الأمة المسلمة مع تواطؤ واضح مما يسمى بالمجتمع الدولي ومنظماته العتيدة من الأممالمتحدة ومجلس الأمن المعادية لكل ما هو إسلامي من الذرة للمجرة. النظام السوري لا يقاتل الشعب السوري منفرداً رغم تفوقه بالأسلحة بل هو إضافة لذلك مدعوم من قبل الطائفيين من الشيعة من المحيط الإقليمي كمثل ما يسمى بحزب الله الشيعي اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية ومن ورائهما العمود الفقري للتشيع السياسي بالمنطقة إيران التي كشفت الأحداث نواياها فأصبحت معلنة في فرض نظام ولاية الفقيه وكفى اليمن الشقيق دليلاً. وعلى الرغم من اختلاط الحابل بالنابل في صفوف المقاومة السورية فكل جبهة تشتمل على مجموعات قتالية قد تكون متباينة من توجهات فكرية شتى، لذلك يصعب الإشارة بالبنان إلى من هم المقاتلون بينهم لوجه الله خالصة نواياهم، بعيدة كل البعد توجهاتهم الفكرية عن الفكر التكفيري أوالتهاون في سفك الدم الحرام للمسلمين و غير المسلمين ، فأسماء المنظمات كثيرة التغيير ومختلفة التوجهات ، إنما والعالم يحبس أنفاسه لبدء ملحمة فك الحصار عن مدينة حلب الأبية وضواحيها كان في البداية يقدر عدد أفراد المقاومة بقرابة أربعة- خمسة آلاف مقاتل بينما تبين أن العدد لا يقل عن 25000 - 30000 مقاتل مما أدى بالنظام السوري هو ومؤيدوه من الظلمة المحليين والإقليميين والعالميين لإعادة النظر في ترتيبات المعركة القادمة. المعركة المستمرة في محيط حلب هي معركة كسر عظام كما يقال أو معركة مصير من جهة يصطف الجيش السوري المدعوم بالمقاتلين من المليشيات الشيعية و قوات الحرس الجمهوري الإيراني ونخبة من القوات الروسية ، والطيران الروسي يقابلهم 30000 من المقاومة، والله نسأل أن ينصر عباده المسلمين ممن خلصت نواياهم لوجه الله تعالى في هذه المعركة المفصلية وفي ما يليها .