جميع ما تريد أن تشتريه أصبح بين يديك اليوم، ولا حاجة للذهاب للأسواق إلاَّ في أضيق الحدود، هذه هي الحقيقة التي لا جدال فيها اليوم. فمن خلال مواقع التسوّق الإلكترونيَّة والتي يمكن أن يتمَّ تصفحها عن طريق الجوَّال يمكنك أن تشتري السيَّارة، كما يمكنك أن تشتري الإبرة، وكذلك معظم ما بينهما من أجهزة، وأدوات، أو مأكولات، أو غيرها من المواد المختلفة. التجارة الإلكترونيَّة لم تعد خطة، أو عرضًا، بل أصبحت حقيقة، وواقعًا نعيشه اليوم، فحجم التجارة الإلكترونيَّة في السعوديَّة يتزايد في الثلاث سنوات الأخيرة بشكل مطَّرد، فقد وصل في عام 2014م إلى 5.1 مليار دولار في حين أصبح في نهاية عام 2015م، حوالى 5.9 مليار دولار، وذلك في تعاملات البيع والشراء فقط، وتتصدر قطاع تجارة الإلكترونيَّات القائمة بمعدل 1.8 مليار دولار تليها الأزياء والملابس بقيمة 1.5 مليار دولار، وهذا يفسر الإقبال الكبير من قبل السيدات على مواقع الشراء الإلكتروني، والتي تضمن الاستبدال، أو إعادة القيمة في حال الرغبة في ذلك. إن المعرفة والثقافة تتغيَّر لدى أفراد المجتمع يومًا بعد يوم، وقد ساهم التطور التقني في إيجاد هذا التغيير، فقد أصبح الجوَّال الذي انتشر بين أيدي مختلف الأفراد هو الحاكم المسيطرعلى كثير من التصرّفات، وفي مقدمتها الشراء، وقد ساهم هذا الجهاز ليس فقط في تغيير المعرفة لدى الأفراد، بل وزيادة قناعة رجال الأعمال بالاستفادة من هذه التقنية لتسويق الأعمال إلكترونيًّا لما لها من دور هام في زيادة النشاط التجاري، فتمَّ إنشاء الآلاف من التطبيقات المختلفة والتي تعتمد بشكل رئيس على الجوَّالات، كما ساهمت هيئة الاتِّصالات في دعم مقدمي هذه الخدمات، وتيسير السبل لتوسيع إطار خدماتهم وتطوير البنى التحتية لهم؛ ممَّا مكَّنهم من حماية هذه الخدمات، وربطها بالجهات التمويلية لتوسيع إطار التجارة الإلكترونيَّة. يومًا بعد يوم تزيد قناعة التجار بالتجارة الإلكترونيَّة، ليس هذا فقط، بل وحتَّى بتسويق منتجاتهم إلكترونيًّا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعيَّة، وذلك بدلاً من الوسائل التقليديَّة، ويفيد المختصُّون بأن معدل الزيادة السنويَّة للتجارة الإلكترونيَّة لا يقل عن 10%، كما يفيد البعض بأن هذه التجارة تساهم في تقليل التكلفة سواء على التاجر أو المستهلك؛ ممَّا ساهم في تأسيس آلاف الشركات المتخصِّصة في التسويق عبر الإنترنت، كما ساعد في زيادة الحصص السوقيَّة لبعض الشركات بنسب تراوح من 3%-22% نتيجة الانتشار العالمي. الحذر في التجارة ضروري، ويصبح أكثر ضرورة في التجارة الإلكترونيَّة؛ لأنَّها تعتمد بشكل رئيس على الاتصال الإلكتروني، والرسائل المتبادلة، ولكن يجب أن نعي بأنَّ هذا الحذر لن يقف سدًّا دون انتشار هذا النوع من التسوّق، بل سيتم سد كافة الثغرات الموجودة إلكترونيًّا، والاعتماد عليه مستقبلاً كوسيلة رئيسة للتسوق مع تناقص الاعتماد على الأسواق التقليديَّة. [email protected]