سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس: قطاع التجزئة عبر الإنترنت 3 مليارات يعادل 20% من حجم التداول الإلكتروني في المملكة البالغ 15 ملياراً المملكة انتقلت من مرحلة التجارة بالمفهوم التقليدي إلى تبني أدوات التجارة الإلكترونية
في القسم الخاص بالبيع لمعرض جايتكس الرياض لم يكن الزحام المعتاد على محلات بيع الحاسبات والاجهزة الملحقة وانما كان الزحام على مواقع البيع والتسويق الالكتروني، ولم يكن في تلك المواقع سوى اجهزة لعرض الموقع وفنيين لشرح كيفية الاستفادة منه في البيع والشراء ومع ذلك فهذه المواقع جذبت الانتباه كله، كان السؤال الملح هو هل حقا تغيرت نظرة السعوديين نحو قدرة الانترنت على توفير احتياجاتنا وهل تجاوزنا مشكلة الثقة بالانترنت ومشاكل الشحن وبعد المسافات لنصل الى مستوى الثقة في الزبون، ومن هنا كان لنا لقاء مع مدير احد أكبر مواقع البيع الالكتروني الذي أكد تزايد اهتمام الشركات في السعودية في دخول مجال تسويق منتجاتها عبر الإنترنت، مستفيدة من شروط حالية خلقت مسارات إيجابية لنمو قطاع التجارة الإلكترونية في المملكة واعتبر السيد عباس صفدية في حواره مع الرياض أن مواقع التسويق والبيع الالكتروني تعمل حاليا على تطوير علاقتها بالتجار في المملكة وتطوير وعيهم باساليب التجارة الإلكترونية ومدى فعاليتها في مجال وصول بضائعهم لأكبر شريحة ممكنة من المشترين المحتملين، وضمن مستويات تكاد تكون معدومة من التكلفة، إلى جانب العمل على تطوير علاقتها بمستوى الخدمات وخصوصا في مجال تنفيذ عمليات الشحن، واليكم الحوار: • في البداية كيف تم تطوير إستراتيجيات بناء ثقافة التجارة الإلكترونية في البلدان العربية وخاصة المملكة ؟ - إن ميزة مواقع البيع الالكتروني والتسويق الالكتروني تكمن في كونها أسست للمرحلة الحالية في مسار تطور الوعي بأساسيات التجارة الإلكترونية وتوسيع اعتماد هذه الوسيلة العصرية للتسوق والتي توفرها العديد من المواقع ضمن مميزات عالية من الحماية والخصوصية وسهولة التطبيق لمراحل تنفيذ عمليات البيع والشراء. بحيث تختلف معايير التطوير باختلاف البلد، لكننا دوما نحقق معادلة التجارة الإلكترونية وهي توفير المحتوى؛ المتنوع من سلع وبضائع، ضمن آليات تسويقية ذات معايير عالية تعرف كيف تخاطب الشريحة المستهدفة وكيف تبني استراتيجياتها وفق تقارير احصائية دورية يوفرها الموقع لفريق تطوير الاعمال والتسويق، إلى جانب توفير بنية تحتية آمنة لخدمات الدفع، حيث تضمن للعميل مجموعة من خيارات للدفع تتنوع وتختلف بحسب احتياجات كل عميل، إلى جانب توفر وسائل الشحن وتوصيل البضائع أي ربطها ما بين التاجر والمستهلك، والتي تحققت من خلال شراكات نوعية مع عدد من أهم شركات الشحن، وبالتالي النجاح في توفير العناصر الأساسية لمفهوم التجارة الإلكترونية التي من غيرها لا يمكن تحقيق منصة حقيقية لتبادل السلع والبضائع عبر الانترنت، وبالتاكيد تجتمع كلها تحت مظلة نوعية من حلول التقنية التي توفر شروط حماية وأمان على درجة عالية من الكفاءة. • بصفتك مديرا عاما لموقع بيع الكتروني، كيف تصف مراحل بناء الثقة ما بين خدمات الموقع والمستخدمين المستهدفين؟ - بما أننا نضع تفهم خصوصية أي مجتمع نعمل فيه ضمن أهم أولوياتنا للتطوير، فقد وجدنا منذ تدشين اعمالنا في السعودية تحديا في بناء ثقافة التجارة الإلكترونية تمثل قلة عدد مستخدمي بطاقات الائتمان، وتخوف شريحة واسعة من حاملي تلك البطاقات من استخدامها لعمليات الدفع الإلكتروني، لذلك اعتمدت استراتيجيتنا على خدمة الدفع عند الاستلام، كمدخل رئيسي لبناء الثقة، فالشخص المشتري يمكنه طلب السلعة وشحنها من قبل شركة الشحن مجانا وتقييم السلعة ومن ثم الدفع عند استلامها، أضف على ذلك عاملا آخر ساهم في نجاحنا في السوق السعودي وهو استراتيجية بناء شراكات نوعية مع كبرى الشركات المحلية مما عزز من ثقة المستخدمين والتجار على حد سواء. بدأنا باستهداف الأفراد وحققت نجاحات حقيقية بوصول عدد المشتركين إلى 400 ألف مشترك مسجل. • في العامين الماضيين شهدنا توجهات نحو التجار، فما إمكانية خلق مسارات إيجابية لنمو قطاع التجارة الإلكترونية في المملكة خصوصا بين الشركات؟ - بالفعل، بدأنا نتحول من مفهوم الادوات التسويقية إلى مفهوم منصة متكاملة لخدمات التجارة الإلكترونية، أي أننا انتقلنا من مرحلة نشر الوعي بالمفهوم إلى مرحلة تطوير ادوات تبادل السلع إلكترونيا. • كيف تقيمون استعداد التجار في المملكة لدخول مرحلة التجارة الإلكترونية بمفهومها الأشمل؟ - أرى أن الشركات المحلية تمتلك اهتماما جيدا لدخول مجال تسويق منتجاتها عبر الإنترنت، وذلك لعدة أسباب منها انتشار ثقافة الإنترنت بين مختلف فئات المجتمع وزيادة أعداد المستخدمين والمتصفحين للمواقع الإلكترونية باعتبارها مصدرا تفاعليا للحصول على المعلومات والخدمات، وتطور مستوى الحلول التقنية والتطبيقات البرمجية المستخدمة في زيادة فعالية المواقع الإلكترونية، لكن في حال رغبة التاجر دخول مجال التجارة الإلكترونية، فإنه إما ان يقيم منصته الخاصة بنفسه، وعندها سيتحمل التكلفة التشغيلية، وتحديات بناء التقنية وإيجاد حلول لخدمات الشحن والدفع والحماية ومتابعة الشحنات وخدمات ما قبل البيع وما بعده، وإدارة حملات تسويقية وترويجية، أو التوجه نحو منصة متكاملة متواجدة بشكل فعلي وتمتلك الخبرة وكافة الحلول المرتبطة بعناصر التجارة الإلكترونية الاساسية وهي المحتوى وحلول الدفع والشحن والتسويق. • هل ساعدت هذه المواقع في تشجيع التجار على التحول من التجارة التقليدية إلى التجارة الإلكترونية؟ - نعم لقد ساعدتهم فبما توفره للتجار والشركات المتوسطة والصغيرة في المملكة في زيادة وعي التجار بإمكانية التوسع في أعمالهم عبر الانترنت من خلال فرصة افتتاح فرع إليكتروني لهم على بوابتها واسعة النطاق وكثيفة الزيارات من قبل المستخدمين، بما يمكنهم من بيع سلعهم وخدماتهم عبر الانترنت دون الحاجة لاستثمارات مادية في تأسيس موقع تجارة إليكتروني خاص بهم، ويمكن للبائعين عرض كل سلعهم في مكان واحد عبر متاجر سوق والاستفادة من الأدوات الفعالة سهلة الاستخدام التي توفرها لتطوير علامتهم التجارية، في نفس الوقت الذي يجذبون فيه آلاف المشترين الى متجرهم الالكتروني، وفي ضوء أن الشركات المتوسطة والصغيرة تشكل الجانب الأكبر من القطاع الخاص في المملكة، فإنها تمكن تلك الشركات من الاستفادة الكاملة من فرص النمو الهائلة في المبيعات، التي توفرها الانترنت بما يمكنهم من زيادة الناتج المحلي الإجمالي وعبور الجسر الفاصل بين التجارة التقليدية، إلى ممارسة التجارة الالكترونية الحديثة. • ما تأثير فعالية وسائل الدفع والشحن على دعم قطاع التجارة الإلكترونية؟ - نحن في سوق دوت كوم نطالب البنوك وشركات الشحن بزيادة دعمها لمفهوم التجارة الإلكترونية لما له من تأثير ايجابي، من حيث تخصيص مميزات للدفع وللشحن لكافة عملائها ممن يقومون بعمليات شراء وبيع إلكترونية. ومن جهتنا نعمل على إيجاد الحلول الممكنة لكافة تحديات التجارة الإلكترونية حيث أضفنا خدمة الدفع عبر بطاقات مسبقة الدفع (كاش يو CashU) ضمن خيارات الدفع، عبر الانترنت بأمان دون حاجة لاستخدام بطاقة الائتمان. كما طورنا أيضا خدمة سوق سيف باي Souq SafePay وهي خدمة فريدة من نوعها، تدقق وتؤمن التعاملات بين البائع والمشتري، وتجعل التعاملات مضمونة بنسبة 100%، من أجل ضمان راحة البال. وبالنسبة للمستخدمين نوفر لهم أيضا خدمة الدفع عند الاستلام، والتوصيل، حيث يدفع المشتري الثمن نقدا لموصل الطرد، لدى استلام السلعة إلى جانب اعتماد حلول تقنية على مستوى عال لاتمام عملية التسوق وتنفيذ أوامر الشراء إلكترونيا كأحد أهم العوامل المؤثرة في قدرتنا على تعزيز حصتنا السوقية والحفاظ على مسار متصاعد من النمو، ويبقى أن قوة مؤشرات نمو القطاع وكافة العوامل الإيجابية المتحققة داخل السوق السعودي شجعتنا على التوسع في تطوير مجموعة خدمات جديدة وتقديمها للمستخدم المحلي بمميزات نوعية ذات قيمة مضافة حقيقية تتفهم خصوصية المجتمع. • ما هو عدد المستخدمين الحاليين لمواقع التسويق الالكتروني تقريبا؟ - بلغ عدد المستخدمين الحاليين أكثر من 1.5 مليون مستخدم شهريا وبمعدل نمو مستمر يتجاوز 10% شهريا، يتصفحون أكثر من 25 مليون صفحة إلكترونية، الأمر الذي حقق أرقام نمو عالية في المملكة حيث يوجد اكثر من 10 ملايين من مستخدمي الانترنت في المملكة، ويبقى «العامل الأساسي، وراء النجاح هو ما تقدمه من خدمات كاملة من الباب الى الباب لكل من البائعين والمشترين. فهي توفر التسويق والشراء والبيع والدفع الالكتروني وتسلم المنتج وتوصيله، عبر بوابة إلكترونية سهلة الاستخدام وفي غاية الامان بما يمكن الشركات والافراد من بيع سلعهم وخدماتهم لملايين المستخدمين بسهولة. • كيف تجدون قوة مؤشرات نمو القطاع وكافة العوامل الإيجابية المتحققة داخل السوق السعودي؟ - يمكننا ان نعتبر أن تجارة التجزئة عبر الإنترنت في المملكة العربية السعودية قد انتقلت نحو مرحلة الحراك الفعلي والجاد نحو تطبيق مفهوم التجارة الإلكترونية بعدما انهت بنجاح مرحلة التحضير لبناء مفهوم التسوق الإلكتروني بين شرائح العملاء المستهدفين في المملكة التي يمكن وصفها بأنها تشهد أعلى معدلات نمو في استخدام شبكة الإنترنت في المنطقة بوصول عدد مستخدمي الإنترنت بداية العام 2010 في المملكة حوالي 9.8 ملايين مستخدم، يشكلون نسبة 38% من عدد السكان الكلي، بينهم نسبة 18% يستخدمون الإنترنت لأغراض التجارة والتداول الإلكتروني، وبالتالي فإننا امام مراحل جديدة ستشهد تطورا في تبني مفهوم التجارة الإلكترونية من قبل كل من الافراد ممن يعتمدون هذا المفهوم لتلبية احتياجاتهم من السلع والبضائع ومن قبل التجار الذين يملكون آفاقا واسعة لوصول بضائعهم لشرائح المستهلكين المستهدفين من خلال تبني مفهوم التجارة الإلكترونية. • ما إحصائيات عملية البيع والعرض للعميل السعودي؟ وبماذا يتميز عن الدول الأخرى؟ - عندما نتحدث عن المملكة، فإننا نتحدث عن قطاع تجزئة عبر الإنترنت يقدر حجمه بحوالي 3 مليارات ريال سعودي، أي ما يعادل 20% من حجم التداول الإلكتروني في المملكة البالغ 15 مليار ريال سعودي، فيما نسبة منفذي عمليات الشراء الإلكتروني في المملكة 20% من إجمالي عدد منفذي عمليات التداول الالكتروني، ويبلغ متوسط قيمة ما يدفعه المستخدم لكل عملية شراء حوالي 400 ريال سعودي، وهنا دعني ألفت إلى نقطة مهمة مرتبطة بالتجارة الإلكترونية وهي اختلاف مفهوم التجارة الإلكترونية «البيع / الشراء» عن مفهوم التداولات الإلكترونية التي يعتبر مفهوما اكثر شمولية يدخل ضمنه التحويلات المصرفية الالكترونية وعمليات السداد عبر البوابات الإلكترونية الحكومية وغيرها من عمليات السداد الإلكتروني، وهناك 50 ألف زائر يوميا، بمعدل 17 صفحة للزائر الواحد، أي أن 700 ألف سلعة تشاهد يوميا، إلى جانب تحقيق 160 الف عملية شراء سنويا ونسبة نمو تقترب من 200% كل سنة على مستوى نمو المبيعات وعدد المستخدمين والاعضاء. • وما أكبر التحديات التقنية لهذه الصناعة؟ - جاءت قدرة فريق العمل على تطوير قائمة خدمات نوعية ذات مستويات حماية تقنية عالية، ترتبط بخطوات بسيطة خلال قيام المستخدم بتنفيذ عملية الشراء أو عرض المنتجات، كعوامل ايجابية ساهمت بشكل فاعل في جذب مستخدمين جدد لموقع سوق.كوم، ببساطة شديدة هي معادلة تتصف بالواقعية.