تصاعدت أمس الخميس حدة المعارك بين الجيش الوطني المسنود بمقاتلي المقاومة الشعبية من جهة وبين مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في جبهة تعز، فيما كشفت مصادر عسكرية عن تقدم مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية الى مفاوضات الكويت مشروع تجنيد 180 ألفًا من أتباعها في وزارتي الدفاع والداخلية، بينما أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أن «الحرب مستمرة لدعم الشرعية»، نافيا ما تم تداوله إعلاميا منسوبا إليه بأن الحرب في اليمن انتهت بالنسبة لدولة الإمارات. أكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أن دول التحالف ما زالت تأمل أن تفضي المفاوضات اليمنية في دولة الكويت إلى حل سياسي وفق الأطر المحددة التي تقوم على المبادرة الخليجية وقرارات الأممالمتحدة وقرار مجلس الأمن / 2216 / إلا أن العمل العسكري والتواجد على الميدان قائم للرد على المتمردين حتى عودة اليمن إلى حضنه العربي بعد اختطافه. واستهجن الدكتور قرقاش تحوير وتحريف واجتزاء جزء من محاضرته التي ألقاها أمس الأول بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ليرد على ذلك بقوله: نحن في حرب ويؤسفني اجتزاء بعض تصريحاتي وتفسيرها لأهداف وأجندة خارجية. هذه الأجندة الخارجية لا تريد الخير لأبناء المنطقة ودول الخليج خصوصًا. وكان قرقاش أوضح في تصريحات صحفية أن الفرصة التي تلوح أمام اليمن في الكويت من الصعب أن تتكرر ولكن الأداء الذي نراه من الأطراف اليمنية إلى الآن غير مشجع بعد انقضاء خمسين يومًا من المفاوضات وفجوة عدم الثقة التي جذرها التمرد الحوثي وصالح لم تردم.. واليمنيون لا تجمعهم رؤية مشتركة تجاه المستقبل ومن جهة أخرى يبقى الطموح الجنوبي لاستعادة دولته شرخًا أساسيًا لا بد من معالجته ضمن المسار السياسي. وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت لاتزال مشاورات الكويت بين وفد الحكومة الشرعية ووفد الانقلابيين-الحوثي وصالح- تراوح مكانها ولم تحرز أي تقدم يذكر بعد تراجع وفد الانقلابيين عن موافقته، عقب عودته من زيارة قام بها رئيس وفد الحوثيين لزعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي في صعدة ليعرض عليه الخطة الأممية التي طرحها المبعوث إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والتي تضمنت رؤية توفيقية جمعت بين رؤيتي الوفدين للتسوية السياسية وتطبيق القرار الدولي رقم(2216) المتعلق بنزع سلاح المليشيا الانقلابية والانسحاب من مؤسسات الدولة ومن العاصمة والمدن التي لا تزال تسيطر عليها المليشيا الانقلابية من أجل عودة الحكومة واستعادة الشرعية. وقال عضو الوفد الاستشاري الحكومي اليمني الى مفاوضات الكويت، العميد عسكر زعيل: إن الحوثيين يسعون الى استبدال عشرات آلاف الأفراد من منتسبي وزارتي الداخلية والدفاع، وأوضح في حسابه على «تويتر»، أن الحوثيين قدموا مشروع استبدال 120 ألف جندي في القوات المسلحة 60 ألفًا في الداخلية وترقية 30 ألف ضابط، مشيرًا إلى أن «كشوفاتهم باتت الآن جاهزة». وأضاف: «إن المماطلة والعراقيل التي يقوم بها وفد الحوثي المفاوض هي من أجل استكمال هذا المشروع»، مشيرًا إلى أنه «سيكون جميع المنتسبين الأساسين خارج وظائفهم بعد استبدالهم بالحوثيين»، ومنذ سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء أواخر سبتمبر 2014، أحكمت جماعة الحوثي المسلحة قبصتها على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وعينت موالين لها في مواقع حساسة، وسرحت المئات من الموظفين الرسميين. هذا وقد تم قتل ثلاثة مدنيين وجرح 10 آخرين في قصف متواصل تشنه مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على الاحياء السكنية في مدينة تعز واريافها، وكذلك استهدافها لمواقع الجيش، وقال مصدر ميداني في جبهة الضباب -جنوب غرب تعز ل»المدينة»: إن معارك عنيفة شهدتها أمس الخميس الجبهة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبين مليشيات الحوثي، مؤكدًا أن المعارك جاءت بعد أن شنت مليشيا الحوثي المتمركزة في منطقتي الربيعي والمقهاية في المدخل الغربي للضباب والتي تتخذها المليشيا نقطة لانطلاق عملياتها العسكرية على مواقع المقاومة والجيش الوطني المنفذ الغربي والغربي الجنوبي لمدينة تعز.