كشف المهندس الدكتور بسام أحمد غلمان المدير العام لمشروع قطار الحرمين ونائب رئيس هيئة المهندسين عن أن قطاع المهندسين بسوق العمل السعودي متعطش لكافة المجالات الهندسية بلا استثناءات. وأشار خلال مشاركته أمس في جلسات ملتقى التخصصات المهنية والوظيفية في نسخته الرابعة بجدة، الذي يقام بالشراكة بين صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف»، ومجموعة إثراء الاستشارية، إلى أن حاجة سوق العمل إلى عدد كبير من المهندسين السعوديين. وأضاف:»يجب ضخ مئات الآلاف من خريجي الهندسة في السوق حتى يصل لمرحلة الاكتفاء»، لافتا أن عدد المهندسين غير السعوديين الموجودين حاليا يزيد على 200 ألف مهندس. وشدد على ان السوق السعودي في حاجة فورية وانية للمهندسين السعوديين ليغطوا هذا النقص الكبير بالفترة الحالية اضافة الى الوظائف المستحدثة القريبة. وذكر أن عدد المهندسين السعوديين يقل من 30 ألفا في كافة القطاعات والتخصصات، اي يشكلون اقل من 20٪ من القطاع فيما يستحوذ الوافدون على اكثر من 80٪ من الوظائف. وقال:»الواقع يثبت مدى الثقة الكبيرة في المهندس السعودي وكفاءته ونتاجه الذي يتجاوز نظراءه من الوافدين»، مضيفا إن الشباب هم سواعد التنمية والكوادر التي تنمي الوطن وتزدهر به وكلما زاد الاهتمام واستغلال هذه الكوادر البشرية زادت عملية التنمية بطرق مستدامة متواصلة. وألمح إلى أن العقبة الكبرى التي تواجهنا هي اختيار التخصص لذا نجد بعض الشباب الطموحين الذين لم يجدوا من يرشدهم نحو التخصص الانسب يفشلوا في اختيار تخصصهم فتصبح معادلة غير مكتملة منتجة لطاقة مهدرة غير منتجة. وطالب بمساعدة الشباب في اختيارهم للتخصص الانسب والاضمن لهم، ليجني الجميع الفائدة من ذلك، ونستطيع تحقيق التنمية النهضوية. وقد تناولت جلسات الملتقى منهجية الاختيار للتخصصات والمهن، ومجالات العمل المختلفة ومتطلباتها، والتي يأتي من بينها الهندسة والإخراج والتصميم والمحاسبة والتسويق والإعلام والطب والقانون والصيدلة والسياحة وتقنية المعلومات، حيث تطرقت المتحدثتان رولا باصمد وليلى البركاتي إلى كيفية تهيئة المتقدمين والمتقدمات في سوق العمل إلى دورالجانب النفسي والأسري ودوره في اتخاذ قرار التخصص أو الوظيفة، وطرح أهم العناصر المطلوبة لتجاوز المقابلة الشخصية وتجنب الأخطاء الشائعة في بيئة العمل. وقدمن عروضا مرئية عن كيفية توعية الشباب والشابات بأهمية تحديد التخصص والمسار المهني والوظيفي، ودعوتهم إلى التفكير في العمل الحر، وإنشاء المشروعات والمبادرات الإبداعية، ليتمكن هؤلاء الشباب والشابات الطموحون من إدارة حياتهم العملية بثقة ووعي ومعرفة. من جهتهم، اكد عدد من الطلاب المشاركين في الملتقى أنهم استفادوا مما قدم من فعاليات، لافتين إلى أنها كشفت لهم كيفية اختيار التخصصات الوظيفية بشكل يلائم نقاط القوة والضعف لديهم اضافة الى الاستفادة من خبرات المتحدثين والخبراء بالملتقى. وبين عبدالعزيز الغامدي ان بعض الطلبة يجهلون اهمية اختيار التخصص المناسب، قائلا:»من خلال المشاركة يستطيعون الاستفادة من خبرات المتحدثين والخبراء باختيار التخصص المناسب ومعرفة المستقبل المهني والوظيفي لهم». فيما ذكر محمد منير ان اختيار نقاط القوة والضعف لدى الطالب وتحديد ميزة كافة التخصصات من اهم الامور التي يجب على خريجي الجامعات والمدارس من تحديدها لاختيار التخصص المناسب. ووافقهما الرأي عبدالله الوابلي مشيرا إلى ان الملتقى ساهم في ابراز التخصصات المستهدفة من الطلاب وتحديد امكانية ملاءمتها لهم، وتوجيههم للتخصصات الجديدة التي تسهم في زيادة التوطين. يذكر أن معظم جلسات الملتقى ركزت على كيفية مساعدة الشباب والفتيات على اختيار تخصصاتهم الدراسية والوظيفية حسب قدراتهم، والفرص المستقبلية لاحتياجات سوق العمل، وتوفير الإرشاد الأكاديمي والمهني لهم، وأبرز التحديات التي يواجهها الطلبة والطالبات على مستوى المملكة، وكان من أبرزها تحديد المجال الدراسي وبالتالي الوظيفي المناسب لقدراتهم.