على ناصية الأمنيات وتحقيقها، تتنوع أحلام الناس وأمانيهم في تفسير الرؤية، كالرغبة في الحصول على وظيفة، أو الحلم في امتلاك شقة، أو الحصول على قطعة أرض قريبًا، أو أنه تلوح له في الأفق رحلة إلى بلدٍ يتمناها، أو التنبؤ بنتيجة مباراة لفريقه المفضل، والبعض يبحث بخبثه عن التفريق أو إيقاع الفتنة بين أخوة، ووسط هذه الأحلام والأمنيات؛ يبحث الجميع عن الفرصة الأسرع التي تُحقِّق له تلك الأحلام، وفي المقابل يقترح مقدمو برامج «بيع الوهم» على السائل، القيام بأفعال تتنافي مع الدين الإسلامي، ومثال على ذلك ذبح «خروف لون رأسه يجب أن يكون أسود» حتى يزول النحس عنه، أو أنه سيكون سببًا لتحقيق الحلم الذي رآه في منامه، وكل ذلك مع الأسف يتم من خلال بائعي الوهم والكذابين، وذلك عبر المواقع الإلكترونية أو بعض البرامج الفضائية، والتى لا أبالغ إذا قلت إنها برامج مبرمجة على بيع الأحلام والأوهام على الناس، الفقراء في تفكيرهم، للبحث عن من يروِّج لهم ما يرغبونه بإرادتهم الضعيفة، أمام مقاومة الإغراءات، لأننا ومهما أوتينا من علم، فلن نستطيع معرفة علم الغيب أو التنبؤ به. بيع الأحلام والأوهام أصبحت التجارة الرائجة في زمن الفضائيات، والتي أشغلت مجتمعنا بفكرة ما يُسمَّى بالتسويق الإعلامي عبر برامج التواصل الاجتماعي المتنوعة، والتى تعتمد على أسلوب الصورة، لشد انتباه المتلقي، والاستشهاد بقصص من أتبعوا طريق الوهم والأحلام، ونجحوا في الوصول لمبتغاهم حتى تكون الوسيلة مقنعة، ولا غبار عليها، مما يعني وصفه بأنه الوهم الذي يُصدَّر للمجتمع، والذي يبدو أن فئة منه أصبحوا مدمنين للخرافات من خلال تتبُّع هذه البرامج، والترويج لها في المناسبات التى يجتمع فيها الناس، على أنها المنقذ من دوامة الأفكار، وأنها المخرج من دوامة الأزمات. ومؤخرًا صرح الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي أن بعض مفسري الأحلام يفرقون بين الناس والأقارب، وذلك من خلال تفاسير لا صحة لها، معللًا ذلك أنهم يعمدون إلى الكذب، ليوقعوا الناس في الأوهام، ولذلك يجب عدم الانصياع لهم. ويأتي ذلك في الوقت الذي سجلت فيه عدد من الفضائيات خلال الفترة الأخيرة تنافسًا قويًا لتقديم برامج تفسير الأحلام، مستغلين بذلك معاناة كثير من المشاهدين والمتابعين للشاشات الفضية من كثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تواجههم، بعد أن انتشرت في الفترة الأخيرة حكايات التصديق بهذه الأحلام، والخوف من المستقبل، والعين والسحر، وما شابه ذلك من قضايا تفككت الأسر بسببها، وبالرغم من منع وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في إدارة تنظيم الإعلام المرئي والمسموع القنوات والإذاعات، من تقديم برامج متخصصة لتفسير الأحلام، مستندة إلى فتوى هيئة كبار العلماء، إلا أن بعض القنوات ما زالت تخصص برامج لتفسير الأحلام. [email protected]