القضية التي تحدثت عنها قبل أسبوعين فقط، والتي كان عنوانها: معالي أمين جدة.. متى تنتهي الأزمة؟ وتحدثت فيها عن المعاناة والأزمة في مدينة جدة في الحفر التي تعاني منها منذ سنوات، وقلت: نحن نعيش في وطن خير مَن يعطي الحقوق، ولابد من نقل الوقائع بكل شفافية ووضوح، أيضًا قلت: إن هذه القضية أسهم في الكتابة عنها الجميع، وليست قضية جديدة، وذكرتُ كيف تطوّعت مجموعة من شباب جدة في محاولة منهم لإنهاء أزمة حفر جدة حسب جريدة شمس، وتفرغ عدد منهم لإحصاء بعض المناطق التي يرونها مهمّة، ووثّقوا العمل بكاميرا خاصة بهم، واستغرقت عملية البحث والتصوير قرابة أسبوعين، وتقدّموا بهذا المشروع كاملاً إلى أمانة جدة للاطلاع عليه ومساندتهم في الفكرة، إلاّ أنهم وجدوا الأمانة لم تتفاعل معهم، فأصابتهم حرقة كبيرة.. والإجابة تؤرق الجميع.. لماذا يا أمانة جدة.. هل تريدون أن تبقى العروس بهذه المناظر، وهذه الحفر؟ ومن المستفيد؟! واليوم أنقل ما كشفه مدير عام الطرق في أمانة جدة المهندس غسان الزهراني بجريدة “المدينة” يوم الثلاثاء 5 ربيع الأول 1423ه عن هدر نحو 400 مليون ريال على ترقيع الحفر في شوارع جدة، دون أن يتم معالجة أوضاعها، وشدد على ضرورة إيقاف ما سمّاها بمشاريع الهدر في المال العام، كما ذكر المهندس الزهراني أن أعمال الترقيع التي أرهقت ميزانية الدولة بهذه المبالغ على مدار 4 سنوات لم تحلْ دون تكرار الحفر بنفس الطريقة. انتهى. الصراحة والمكاشفة رائعتان حتى لو كانتا موجعتين، نعم يا سعادة مدير عام الطرق، دعنا نعد سوّيًا بالذاكرة إلى ذلك الخبر الذي نشر بجريدة “الشرق الأوسط” في 17 شعبان 1429ه تحت عنوان: (أمانة جدة تعيد وضع الماكياج على نحو 30 ألف حفرة، هذا عام 1429ه). انتهى.. وأعلنت الأمانة عن تنفيذ خطتها في القضاء على الحفر الوعائية نهائيًّا في الأحياء والشوارع الرئيسة خلال شهري شعبان ورمضان من ذلك العام، والمبنية على دراسة تم إعدادها وفق معلومات البلديات الفرعية لتحديد الخطوط العريضة لإبعاد الظاهرة التي تواجهها مدينة جدة منذ سنوات، ولم تنفذ الخطة، واليوم أنت تقول: إن الحفر الوعائية في الشوارع وصلت إلى أكثر من 50000 حفرة.. فيا سعادة مدير عام الطرق نُصدِّق مَن؟! ليس مهمًّا، المهم عند المواطن أن تنتهي هذه الإشكالية؛ لأننا إذا افترضنا جدلاً أنه لن يتم معالجة هذه الحفر هذا العام فنتوقع أن تصل عددها بعد سنتين إلى 200000 حفرة؟!. * رسالة: هناك برامج فضائية لها نواحٍ عدّة، يجب الإشارة إليها، وذلك تعبيرًا عن الحرية دون تقنين، وبدون سقوف، أو حتى مراعاة لأبسط حقوق الحياء، هذه البرامج فيها كثير من الجفاء الإعلامي، وتذكّرني بتلك المقولة التي تقول: إن أقبح جرم أن يصل الإنسان إلى أن يكون بلا هوية؛ ليصبح ضائعًا حتى لا يملك اللغة التي تمكنه من التفاهم مع الآخر، ما هذه السطحية؟ وهذا الحال الأسوأ، والخواء والانهزام في الأخلاق من قِبل كثير من هذه البرامج الذي يتصنّع مَن يملكها، ويصرّون على استيراد الأفكار المرقعة من الغرب، لأنها بعيدة عن الحوار الهادف، وكأنّها تريد معالجة السلبيات على أرض الواقع، وليس الاكتفاء بالنحيب عليها. فبعضها مدعاة للنقاش الإعلامي المستفيض في واقع الإعلام المفتوح، وهذه القنوات ليست هادفة، ولم تقدم شيئًا له قيمة، لأن القائمين عليها لا يدركون أن الإعلام هو انعكاس للخبر، والحدث، وتصفية تحليلية وواقعية وموضوعية، ولكن يعتقدون أن هذه القنوات لتصفية الحسابات، أو لتأجيج النعرات، ولإثارة الفتن، وفي رأيي أن هذه القنوات مثل العروض لا تحترم فكر المشاهد وكرامته، وحريّ أن تتوقف مثل هذه القنوات؛ لأنها باتجاه المنحى الضيق. [email protected]