الشخصيّة الكرتونيّة الشهيرة «أليس في بلاد العجائب» فوّتت على نفسها الكثير بعدم زيارة المملكة؛ لتشهد عجائب دورينا! ولو كان لها الخيار لاختارت القدوم إلى هنا؛ لتستمتع بعجائب دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، فعندنا -فقط- سوف ترى العجب العجاب، الذي لا يستطيع احتواءه مقالٌ، ولا كتاب. إذا رأيت فريقًا ينهي موسمه دون أن يتمكّن أحد منافسيه بإلحاق الخسارة به، وهو قد ألحق الخسارة ببطل الدوري ذهابًا وإيابًا، ومع ذلك لم يستطع إحراز لقب الدوري، فلا تتعجَّب؛ لأنك باختصار في دوري جميل. عندما ترى رئيس لجنة الانضباط يوقف لاعبًا، أو لاعبين هاتفيًّا قبل المباراة، وقبل نزول أرضية الملعب؛ لمجرد أنه شاهد مقطعًا لهذا أو ذاك في مواقع التواصل الاجتماعي، فلا تتعجَّب؛ لأنك -باختصار- في دوري جميل. عندما تشاهد حكمَ المباراة يلغي قانون ركلات الجزاء من قاموسه، ويضع لوائحه الخاصة -حسب هواه- لهذا الفريق، أو ذاك؛ لأنه لا يجد الاحترام والتقدير من اللجنة المشرفة عليه، والتي قد تمنحه مكافآته بعد موسمين، أو ثلاثة، إن كان محظوظًا فلا تتعجَّب؛ لأنك -باختصار- في دوري جميل. عندما يمنحُ الحكمُ اللاعبَ بطاقتين صفراوين، ويستمر في اللعب لما يزيد عن سبع دقائق، وعندما يكثر اللغط والجدل حول الخطأ الفني، والإداري، وعندما تصبح اللوائح والأنظمة حسب الأهواء والميول، فلا تتعجَّب؛ لأنك -باختصار- في دوري جميل. عندما يترك معلّق المباراة مهنته الأساسية، ويتحوَّل إلى قائد رابطة المشجعين، ويصرخ مع كل سقوط في منطقة الجزاء قائلاً «بلنتي»! وما إن يسقط لاعب الفريق الآخر يتذكّر هذا المعلّق أن هناك خبراءَ في المجال التحكيمي، يترك لهم الحكم في هذه الحالات، فلا تتعجَّب؛ لأنك -باختصار- في دوري جميل. عندما ترى أسنان اللاعبين تتطاير على أرضية الميدان؛ ليعمل بعضهم كطبيب أسنان بدون بنج مسكّن، ولا حتّى مشرط، أو ملقاط، وعندما يخرج اللاعب من أرضية الملعب بدون أسنانه التي بدأ بها المباراة، فلا تتعجَّب؛ لأنك -باختصار- في دوري جميل. عندما يوقف كاتب هذا المقال بقرار من لجنة الانضباط، وتلحقه الغرامة المالية التي تفوق أضعاف أضعاف غرامات ساهر؛ لأنَّه يقول الحقيقة، فأنصحك بعدم متابعة قراءة المقال لأنّك ستكون الشخص التالي الذي سيوقف من لجنة الانضباط، ولا تتعجَّب؛ لأنَّ التعجّب يُعدُّ جريمةً يعاقب عليها القانون، الذي وضعه المسؤول عن قصة عجائب جميل. [email protected]