بعد أن أصبح البترول لغير صالح أمتنا.. بعد أن أدار لنا ظهره في ظروف صعبة. نلقط من التقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية، روشتة لباحثين يدركون عن علم ووعي أهمية ما يصفون.. نُقدِّمها بالنيابة، مع التحية لمَن يهمّهم الأمر في العالم العربي. عليهم أن يقرؤها جيِّدًا، ويستوعبوها جيِّدًا، وأن لا يرموا بها عرض الحائط، أو يكون مصيرها سلال المخلفات.. مقبرة الآمال والأحلام، كما جرى لمثيلاتها من قبل. تقول الوصفة: - لن تتمتّع الشعوب العربية بأمنها الإنساني، إلاَّ بفعل ما يتيحه التصنيع من وظائف مرتفعة الإنتاجية والدخل. ولن يتعزّز أمنها الوطني، ولن تتحرّر من التخلّف والتبعية إلاَّ بالتصنيع. - تؤكّد خبرة العالم.. أن لا تنمية اقتصادية، ولا فرص عمل بغير التصنيع، وأن مساهمة الصناعة التحويلية من النمو، هي أكبر من حصتها في الإنتاج، وأن النمو الأسرع للتصنيع يرتبط بنمو أسرع في إنتاج قطاعات أخرى من الاقتصاد. - يتطلّب التصنيع، الانطلاق من رؤية متكاملة لتحفيز عناصر عملية التصنيع، أي رأس المال اللازم للاستثمار والتمويل، وتطوير قاعدة البنية التحتية الإنتاجية والاجتماعية، وتوسيع فرص نقل التكنولوجيا ومعارفها. - يتوقّف حسم خيار التصنيع بداية.. أن يتحرّر صانعو القرار، وقادة الفكر السياسي والاقتصادي من أَسْر النظريات المُشكّكة في إمكانية التصنيع، أو المضيّقة لحدوده، من أوهام العجز عن خوض ماراثون التصنيع. إذا لم نأخذ المسألة جَدًّا، وإذا ظللنا كما نحن ولم نفعل شيئًا.. نرفع شعارات فقط.. ونرسم سياسات لا تُنفَّذ، فالبقية في حياتنا جميعًا!!