عبر الملحق تأهّل النمور إلى ميدان هو «لعبتهم»، وهو الميدان الذي يذكّرهم جيدًا، وعليه فلا يُستغرب منهم الوصول، ولكن الغرابة في أن يخلو جدول الأبطال من اسم «الاتحاد». لقد جاءت الفرصة ليعيد نجوم المونديالي سيرتهم الأولى في حضور يمثل وسام تشريف لكرة الوطن، كان فيه الاتحاد صاحب الصوت الأعلى، والحضور اللافت الذي لازال صداه إلى اليوم وسيظل، وهو ما ننشده من ممثلي كرة الوطن الأربعة الكبار الذين -وإن قبل الشارع الرياضي منهم الغياب في الأعوام الماضية- فإنّه يتطلّع منهم أن يكون لهم كلمة الحسم، حيث حديث الذهب والمرور «العالمي». فالتصفيات لاشك في أنها تحمل مشوارًا قاسيًا ومتعبًا خاصة في جانب التوفيق بين الطموح «المحلي»، والحضور القاري الذي لم تعد كرته كما هو زمن «محطات العبور»، وهو ما يجب أن يعيه ممثلونا، كما أن البقاء في دائرة التغنّي بالأمجاد السابقة لن يحقق التأهل، وشرف التتويج، فالمشوار بقدر ما يحتاج إلى العزيمة الجادة، فإنه يحتاج إلى أدوات إدارية وفنية، بل وحتّى جماهيرية. فالوصول مسؤولية الجميع. ولعلّ في الصورة التي قدمها مدرج «النمور»، الذي «فلّل» ملعب الجوهرة هي ما يجب أن يكون عليه حديث مدرجات ممثلينا الكبار، فإن ذلك الحضور خير داعم لمواصلة مشوار يتطلب الكثير الكثير من الجهد، كما أن إعداد البديل الجاهز من أهم الخطوات لضمان مواصلة المشوار نحو ذهب نصف الأرض، مع التأكيد على الدور الإداري الذي يخلق التوازن، ويحدد أولويات المنافسة، ويهتم بالإعداد النفسي للاعبين، فيما يبرز دور الجهاز الفني في قراءة الفرق المنافسة، وخلق توليفة منسجمة تكون من القوة بحيث تتجاوز إرهاق هذه التصفيات التي ستجمع ممثلينا مع النخبة من فرق القارة، والذين يشاركونهم في نفس الطموح، مع جانب هام يجب التوقّف عنده كثيرًا ألا وهو هيمنة شرق القارة على ألقاب هذه المسابقة؛ ممّا يعني أن هناك «شغل» محترف كان خلفنا، واليوم تجاوزنا بمسافة، إلاّ أن اللحاق بهم ليس بالمستحيل، وهو ما يؤمل من الرباعي «الاتحاد، والأهلي، والنصر، والهلال» الذين يدخلون في مهمّة مشتركة يملكون أدوات أن يعيدوا توهجًا كان من ثماره ماركات مسجلة، كما هو لقب العالمي والمونديالي، وفالهم التوفيق.